الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قيل بأني أعاني من سحر مأكول، فما العمل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

سبق لي وذهبت لراق، وقال: بأنني أعاني من السحر المأكول، وأثناء الرقية أحسست بغثيان وألم في المعدة، وتنملت قدماي بعد ذلك، ولم أستطع العودة لإكمال الرقية.

بعد مرور ما يقارب السنة ذهبت إحدى قريباتي إليه، وقال لها: إنها تعاني من السحر المأكول، وفيها مس، وظهرت الأعراض فيها، لكن عندما عادت إلى المنزل لم أستطع النظر إليها، وظللت أهرب منها.

وفي اليوم الثاني ذهبت قريبتي إلى الراقي، وعندما عادت ظلت تهرب مني، لم تستطع النظر إلى وجهي، أنا قلقة ولا أعلم ماذا أفعل؟

وسبق أن ذهبت أختي ولم يقل لها شيئاً، مع العلم أن شاباً أراد أن يتقدم لي، وفي كل مرة يتقدم فيها تحدث مشكلة ما، ومؤخراً كثرت المشاكل بيننا كثيراً، وتقول جدتي: ربما هناك عكس أو سحر تعطيل، لكن لا أستطيع تصديق هذا، كما أنني لا أستطيع الصلاة، ويضيق صدري عند أداء الصلاة، وأجهش بالبكاء، ويضيق صدري عند سماع القرآن، وأصبحت سريعة الغضب، وأيضاً أعاني من اكتئاب، وقبل سنتين كنت أرى في المنام الجن وبعض الأحلام المزعجة كثيراً، وأرى أني أسقط من مكان عال جداً.

أتمنى أن تجيبوني، وجزاكم الله ألف خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Amina حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يُعجل لك بالعافية والشفاء، وأن يصرف عنك كل مكروه.

ونصيحتُنا - أيتها البنت العزيزة - تتمثّل في أمورٍ:

الأول: أن تُحسّني ظنّك بالله سبحانه وتعالى، وتعلمي علمًا يقينيًّا جازمًا أنه لا يضرُّ ولا ينفعُ إلَّا الله، وأن كلّ أحدٍ غير الله تعالى لا يقدر على أن يضرك في شيء لم يكتبه الله تعالى عليك، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم وهو يُعلّم ابن عمّه عبد الله بن عباس، يقول له: (واعلم أن الأمّة لو اجتمعوا على أن يضرُّوك بشيءٍ لن يضرُّوك إلَّا بشيءٍ قد كتبه الله عليك)، فلا أحد يستطيع أن يضرك بشيءٍ لم يُقدّره الله، هذا الاعتقاد يُريحك كثيرًا ويُذهب عنك كثيرًا من الهموم والغموم.

ثانيًا: نصيحتُنا لك الاعتصام بالله تعالى والإكثار من ذكره، واللجوء إليه بدعائه، والتقرُّب إليه بقدر استطاعتك، فالإكثار من ذكر الله تعالى حصنٌ حصينٌ يتحصّنُ به الإنسان من كلِّ ما يسوؤه ويكرهه، وهو طاردٌ للشياطين، وسببٌ لطمأنينة القلب، كما قال الله: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.

ثالثًا: ننصحك بالاستمرار بالرقية الشرعية، بأن ترقي نفسك بنفسك، ولا بأس عليك في أن تستعيني بمن يُحسن الرقية من الثقات الذين يلتزمون بالإسلام والسُّنّة النبوية في ظاهر أحوالهم، ويعرفهم الناس بالخير من حيث المواظبة على الصلاة في جماعة المسلمين، ومن حيث إنهم لا يأمرون بشيءٍ من المنكرات، ولا يُمارسون شيئًا من المنكر في مداواتهم لمن يُداوونه.

ولذلك هناك علامات ينبغي الاهتمام بها في الشخص الراقي، فإن كان يستعمل أسماء الأمّهات ونحو ذلك من الأساليب التي يدّعي أنه يطّلع بسببها على شيءٍ لا يعرفه غيرُه؛ فهذا علامة على أنه يكذب، وينبغي للإنسان أن يحذر منه، ومن هذه العلامات أيضًا: أن يتلفظ أو يتكلّم بكلماتٍ غير مفهومة أثناء الرقية، أو يكتب شيئًا غير مفهومٍ من الأشكال أو الرسوم والحروف المقطعة أو غير ذلك.

فإذا كان الشخص مأمونًا ثقةً ويُحسنُ الرقية الشرعية فإنه قد يدلُّك على شيءٍ ينفعُك، والرقية الشرعية - أيتها البنت العزيزة - ليست إلَّا أذكاراً وأدعية، يستطيع كل أحدٍ أن يفعلها، وأولى الناس بأن يفعلها هو المُصاب نفسه، فدعاؤه أقربُ إلى الله سبحانه وتعالى؛ لأنه هو الذي يُعاني ويعيش الألم، فيكون دعاؤه أكثر اضطرارًا وإقبالاً على الله سبحانه وتعالى، والله تعالى يُجيبُ دعوة المضطرين.

وهناك كُتيب صغير فيه ذكر الرقية الشرعية، وهو موجود على شبكة الإنترنت لمحمد بن وهف القحطاني، وهو مفيد ونافع، فلو أنك تتطلعين عليه وتمارسين الرقية الشرعية بنفسك، ستجدين بإذن الله تعالى فائدة كبيرة.

نسأل الله تعالى أن يصرف عنك كل مكروه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً