الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل مسألة التركيز تحدد النابغين من غير النابغين؟

السؤال

السلام عليكم.

كأني قرأت أن الفرق بين النابغين وغيرهم هو مسألة التركيز، كان ذلك قبل سنوات عندما كنت في المرحلة الثانوية، فما هو قولكم؟

ما هو الفرق بين الذكاء المعرفي والذكاء المنطقي؟

هل يمكن للشخص الطبيعي أن يفعل التالي: أن يجري بمخيلته العملية 73671÷8215 ويطلع بمخيلته الناتج الصحيح على الشكل التالي: 8.9678؟

أنا فعلت ذلك، ولكن قد يقال عني أنني شخص عادي، وقد أرى نفسي كما يقال عني.

وشكراً مقدماً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم هناك فروق بين النابغين والمبدعين وغيرهم، ليس فقط في مجال التركيز وإنما في أمور أخرى أيضًا بالإضافة إلى التركيز، كالقدرة على رؤية العلاقة والارتباط بين الأمور المختلفة، وكذلك القدرة على رؤية الأمور المجردة، إلى غيرها من الفروق.

أمَّا بالنسبة للسؤال الثاني عن الفرق بين الذكاء المعرفي والذكاء المنطقي: فهناك - أخي الفاضل - موضوع كبير جدًّا، وهو موضوع الذكاء المتعدّد الذي بحث فيه الكثير من علماء النفس، فالذكاء لم يعد ذكاءً مفردًا، وإنما أنواعًا متعددة، كالذكاء الذهني أو المعرفي - هو نفسه - وكذلك الذكاء العاطفي، والذكاء الاجتماعي، والذكاء المنطقي، والذكاء الحسابي، والذكاء اللغوي، والذكاء الجسدي للرياضيين وغيرهم، وغيرها من أنواع الذكاء.

ويمكنك في هذا الموضوع الاطلاع على كتاب (الذكاء العاطفي والصحة العاطفية) للدكتور مأمون مبيّض.

أمَّا بالنسبة للفقرة الأخيرة في سؤالك حول إجراء عملية حسابية عن طريق المخيّل الذهني: فحقيقة قمتُ أنا بهذا ولكن ليس ذهنيًّا، وإنما عبر الآلة الحاسبة، وظهرتْ معي نفس النتيجة التي ظهرتْ معك، وهنا أريد أن أذكر أن الناس يختلفون في قدراتهم وملكاتهم الذهنية وغيرها، فبعض الناس عندهم ملكات محددة متقدّمة يسبقون فيها غيرهم، كحالتك ربما القدرة على التعامل مع الأرقام والرياضيات، والتي تصعب على عامّة الناس، وهناك مَن يتميّز بالقدرة على الصور الذهنية وحفظ التفاصيل من نظرة واحدة، وهناك الفنّانون المبدعون الذين يُبدعون فيما لا يستطيعه غيرهم، إلى آخره. وهنا يحضرني قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (اعملوا فكلٌ ميسّرٌ لما خُلق له)، فالله تعالى خلقنا على درجات متباعدة مختلفة لنتعاون، كما قال تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى}، فنكملُ بعضنا البعض في السير في هذه الحياة، فما لا يعرفه غيرُك ربما يعرفُ شيئًا آخر.

أدعو الله تعالى لك بالصحة والعافية، والنجاح والتفوق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً