الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طالبة دكتوارة وأشعر بعدم ارتياح في دراستي!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أنا طالبة دكتوراة في السنة الأخيرة، حصلت على منحة دراسة في بلاد إسلامية، وأدرس حاليًا هناك منذ 5 سنوات.

أعاني من عدم ارتياح في دراستي، فكلما أقترب من الكتب أحس بانقباض داخلي، ولا أجد إلهامًا للدراسة.

أنا حاليًا في حيرة من أمري، أريد أن أوقف الدراسة وأرجع إلى بلادي، ولكن في هذه الحالة يجب علي أن أخبر والديّ، وأنا خائفة من أن يحدث لهما أي مكروه، فهما كبيران في السن ويعانيان من أمراض.

فما نصيحتكم لي؟ بارك الله فيكم على هذا الموقع المفيد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غادة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك لتواصلك معنا وثقتك بموقعنا، ونهنئك بهذا الإنجاز والوصول إلى السنة الخامسة من مرحلة الدكتوراة، وأنت على وشك الخروج من عنق الزجاجة كما يقال، لذلك نصيحتنا لك -أختي الفاضلة-: أن تتريثي في قرار إيقاف الدراسة، وأن تدرسيه جيدًا، لما لذلك من عواقب وتداعيات، لعل أقلها إلغاء المنحة الدراسية، مع غضب والديك عليك، وربما يصابان بمكروه -لا قدر الله-.

ويمكنك البحث عن سبب الضيق النفسي من الدراسة ومعالجته، وبهذا تتجنبين الوقوع في تداعيات وعواقب أنت في غنىً عنها، لا سيما أنك قد قطعت شوطًا كبيرًا في دراستك، وربما اقتربت من نهايته، فلن يكون الأمر مستساغًا لدى الناس حولك -وأولهم والداك بالطبع- إذا عرفوا أنك قد تركت الدراسة بعد خمس سنوات منها!

وفي أكثر الأحوال حرجًا يمكنك أن تلجئي للإيقاف المؤقت للدراسة، وليس الإيقاف النهائي، بمعنى أن تتركي لنفسك فرصة فصل دراسي كامل للراحة والتفكير، فربما وصلت إلى مرحلة الملل من الدراسة حاليًا، وتحتاجين إلى شيء من الراحة والتغيير، لذلك نصيحتنا لك ما يلي:

- ابحثي عن سبب التغير النفسي الذي حصل لك، وهل هو طارئ أم مستمر منذ فترة طويلة؟ فالنفور من الدراسة هو مجرد عرض لمرض، فلا بد من البحث عن المرض للعلاج.

- ابحثي عن أخصائي نفسي لتقييم المشكلة التي تعانين منها، فقد تتطلب تدخلاً علاجيًا.

- حاولي أن تغيري من روتينك اليومي، واجعليه أكثر حركية وديناميكية، ويمكنك الاستعانة برياضة المشي.

- ابحثي عن صديقة مقربة وتشاوري معها في موضوعك، ولتكون سندًا وعونًا لك.

- تنظيم وقت النوم مهم، خاصة النوم ليلاً حيث يفرز الجسم مادة الميلاتونين والتي تعمل على إراحة أعصابك.

- استعيني بتقنية الاسترخاء، فهي وإن كانت بسيطة، لكنها مفيدة لك، خاصة في الأوقات الحرجة.

- عليك بالاهتمام والبحث عن المحفزات الذاتية، والبعد عن كل ما يدعوك للانسحاب والانطواء، ويمكنك الاستفادة من هذه الاستشارة (2487950).

لا تنسي أنك أوشكت على الانتهاء من دراستك، ورغم ذلك لا مانع من أن تلجئي للاستخارة فعَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ: (إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ: (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك ) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ. وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ) وَفِي رواية (ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ)) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً