الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اكتئاب ما بعد الولادة مستمر معي منذ أربعة أشهر فهل أراجع طبيبًا؟

السؤال

السلام عليكم.

عمري 32 سنة، متزوجة، وعندي طفل عمره تقريبًا سنة، عندما ولدت أصابني اكتئاب ما بعد الولادة واستمر حوالي 4 شهور بشكل قاس، وبعد ذلك استعنت بالله، وخف عني، ذهبت للحج والعمرة، ولكنني حتى اللحظة أشعر أنني لست طبيعية، هشة جدًا عاطفياً، حتى أنني بدأت أشعر أنني لا أنتمي لمحيطي، أغلب وقتي مع طفلي وأحفظ القرآن.

زوجي ظروف عمله صعبة، فهو يقضي أغلب وقته بعيداً، مشكلتي الآن عدم الرضا عن المحيط ولا مبالاة بالأشخاص، بكاء على أمور بسيطة وأهم مشكلة هي فقدان الرغبة بكل شيء والتفكير بالانتحار، والذي يمنعني هو خوفي من أن تحزن أمي وأبي، لدرجة بحثت عن عقوبة المنتحر عند الله، وأقول بنفسي القرآن الذي أحفظه سيشفع لي عند الله.

محافظة على صلاتي والنوافل، ووقتي ممتلئ إلى حد ما، ما الحل؟ وهل يجب مراجعة دكتور نفسي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نهى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك أختنا الفاضلة عبر إسلام ويب، ونشكر لك كتابتك لنا بهذا السؤال، بالرغم ممَّا تمرين به من مشاعر والتي تصل إلى حدّ اليأس وعدم الرغبة بأي شيء آخر، ومع ذلك كتبتِ لنا، فهذا مُقدّرٌ مِنَّا، ودليلٌ على أنك بالرغم من المعاناة فإنك تبحثين عن العلاج والحل بإذن الله سبحانه وتعالى.

أختي الفاضلة: أحمد الله تعالى لك أن أنعم عليك بحفظ كتابه، فهذه نعمة عظيمة لا شك في هذا.

أختي الفاضلة: حقيقة أحزنني سؤالك؛ لأن اكتئاب ما بعد الولادة كثير الانتشار عند النساء الحوامل عقب الولادة، قد تصل إلى خمسة عشر بالمائة (15%) بكل ما في الاكتئاب ما بعد الولادة من أعراض، كعدم الرغبة في الحياة، ورؤية الجانب السلبي الأسود في الحياة، والشعور بالهشاشة النفسية والعاطفية، وإهمال النفس، وإهمال الطفل، واضطراب النوم والشهية للطعام، وعدم الرغبة بالقيام بأي عملٍ، وعدم الرغبة بالاستمرار.

ولكن – أختي الفاضلة: اكتئاب ما بعد الولادة يستجيب وبسرعة للعلاج الدوائي، وبشكل أفضل من الاكتئاب العادي غير المرتبط بالولادة، لذلك جوابًا لسؤالك: هل يجب عليك مراجعة طبيب نفسي؟ الجواب نعم، أختي الفاضلة: يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم ونحن في شهر ربيع الأول، يقول: (تداووا عباد الله فإنه ما أنزل الله من داءٍ إلَّا وأنزل له دواء، فإن أصاب الدواء الدّاء برئ بإذن الله)، فنعم أرجو ألَّا تتأخري أو تترددي في أخذ موعد مع العيادة النفسية، فاكتئاب ما بعد الولادة سريع الاستجابة للعلاج، وإلَّا قد يستمر لفترة طويلة.

وأرجو أن تتابعي مع الطبيب النفسي الجرعة المناسبة والمدة المناسبة للعلاج، وأنا في غاية الاطمئنان أنك - وخلال فترة قصيرة تصل إلى عدد قليل من الأسابيع – ستعودين إلى ما كنت عليه قبل الولادة، من حيوية ونشاطٍ واستقرارٍ عاطفيٍّ وإقبال على الحياة بهمّة وشغفٍ، لتواصلي ما تحفظين من كتاب الله تعالى للآخرين، فالحبيب المصطفى يقول: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).

أختي الفاضلة: أدعو الله تعالى لك بتمام الصحة والشفاء والسلامة، وألَّا تنسينا من دعوة صالحة للقائمين على هذا الموقع المفيد للناس، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً