الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التغلب على النفس بشهواتها السلبية أول خطوة في طريق النجاح

السؤال

أنا طالب جامعي، وأحب أن أكون عابداً لله، وأن أحصل على أعلى المستويات في الجامعة، مع العلم أنني أريد أن أعيش في طمأنينة وراحة بال، بعيداً عن سماع الأغاني، وعن العادة السرية التي قد أهلكتني، وأيضاً أريد أن أحصل على تقدير ممتاز.

والله قد لا تصدقون أنه من يوم أن دخلت الجامعة ما أخذت في مادة تقدير ممتاز، وأيضاً أحس دائماً أني أخاف، وليس هناك ثقة في النفس، مع العلم أني قد سمعت وحضرت ندوات لكن لم ألتزم بها! ليس فيّ حماس للدراسة ولا للدنيا، والله إني قد كنت في تحفيظ قرآن، ويوم تركته تبدلت حياتي من سعادة إلى يأس، كلما أتحمس يذهب الحماس بسرعة.

أيضاً أحس أني أنسى بسرعة، هل هو بسبب أني كنت أبالغ أو أكذب على أحد عندما يسألني فأقول إني أنسى؟ والله إني ضجرت من الدنيا! دلوني بسرعة على الطريق الصحيح.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

ففيمَ كل هذا التشاؤم وكل هذه السلبية؟! وأنت والحمد لله لا زلت في مقتبل العمر، وأمامك إن شاء الله أوقات طيبة وأيام طيبة.

هذا شيء جميل، أنك تريد أن تكون عابداً لله تعالى، وأن تحصل على أحد المستويات في الجامعة، هذه أمور إن شاء الله كلها بيدك، عليك فقط بالعزيمة والإرادة، وأن تتحرى طريق الرشد والصلاح وطريق الخير.

وأنت والحمد لله تعيش في بلدك، وهي عامرة بالعلم والعلماء والمساجد وأهل الخير، فعليك أولاً أن تحسن الصحبة، هذا هو الذي ننصحك به، والبدايات الأولى تكون دائماً بالحرص على الصلاة (صلاة الجماعة) هذا هو الأساس الذي لابد للإنسان أن يلتزم به، وأن يبدأ به، فعليك أن تسعى لذلك، وأن تطبق ذلك من الآن.

أما بالنسبة لسماع الأغاني، فالشيطان يتسع إذا تركت له المساحة، ولكن يمكننا أن نحاصره بأن نرفض ونرفض كل ما يأتي به لنا، نحن نسمع هذه الأشياء، ونسمع هذه الأغاني، ولكن لا نعطيها اعتبار ولا تدخل في كياننا ولا في عاطفتنا، حتى حين نذهب إلى الغرب وأوربا، الحمد لله تعالى نسعى جاهدين بأن نبتعد وأن نتجنب كل ما نراه أو كل ما نسمعه.

الإنسان يمكنه أن يقوم بذلك، وصدقني أن ذلك ليس مستحيلاً، وأنت والحمد لله لديك الرغبة في ذلك، ودائماً ادع الله أن يوفقك، ولكن في نفس الوقت لابد أن تسعى وأن تجتهد في ذلك.

حاول أن تضع أيضاً أهدافاً لحياتك، والهدف الأساسي الآن هو الدراسة، والامتياز ليس ببعيد المنال، عليك فقط أن تنظم وقتك، وأن تعطي اهتماما أكثر لدراستك، وأنا أتفق معك هذا الزمان هو زمن المتميزين والممتازين، وسوق العمل يتطلب ذلك، أرجو أن تضع هذا دائماً في بالك.

العادة السرية هي عادة قبيحة وذميمة، وهي بلا شك مؤذية للنفس ومحقرة جداً للذات، وتضر بالصحة، ولا شك أنها من الناحية الشرعية مرفوضة تماماً، فأسأل الله أن يعصمك من ذلك، وعليك أن تتوقف عنها، وعليك أن تفكر أن الله سوف يقيض لك سبل الزواج، وتعيش حياتك الزوجية الشرعية بالصورة المطلوبة.

عليك أن تجاهد نفسك قليلاً، فالنفس لابد أن تكبح، ولابد أن نجاهدها، وصدقني أن نعم الحياة وملذاتها المباحة كثيرة وكثيرة جداً، ولكننا في بعض الأحيان نحصر أنفسنا، وبإشارة من الشيطان نحصر أنفسنا في بعض الأشياء الذميمة جداً، والتي ربما نعتقد أنها مريحة لأنفسنا، أبداً، هذه أشياء قبيحة ومرفوضة، وحتى إن أعطت الإنسان نوعا من الراحة الوقتية، فهي في واقع الأمر مضرة له جداً في مستقبل أيامه.

فعليك أن تكون صامداً وقوياً في محاربة شهوة النفس، وشهوات النفس كثيرة جداً، منها هذه الأشياء التي ذكرتها.

وأسأل الله لك التوفيق والسداد.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً