الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دخلت في حالة توهم مرضي بعد قراءتي عن الأمراض النفسية

السؤال

السلام عليكم

مشكلتي الرئيسية بدأت قبل خمسة أشهر، كنت أمر بحالة اكتئاب شديدة وكنت مهووساً بالقراءة عن الأمراض النفسية وأعراضها، كنت أتابع مقطع يوتيوب يتحدث عن مرض اختلال الأنية، وبعدما انتهيت منه شعرت بشعور غريب، وكأنني مصاب بهذا المرض، وبدأت أقلق بشدة، وأتتني نوبة هلع لأول مرة، وكنت لا إراديًا أصدق هذه الأفكار، ودخلت في حالة توهم مرضي جعلتني أكاد أجن من القلق والخوف، هربت من هذه الحالة بأنني ذهبت للنوم، ولكن عندما استيقظت كان الحال أسوأ.

كنت أرى الأشياء مشوشة، وأشعر بأنني في حلم ( نفس الأعراض التي كانت موجودة بالمقطع)، شعرت لوهلة أنها نهاية حياتي، وهربت مرة أخرى للنوم، لعل وعسى يكون مجرد قلق وينتهي، وبالفعل عندما استيقظت لم أشعر بالأعراض نفسها، ولكن كنت أشعر بخوف وقلق شديدين مخزنين في عقلي، ويكاد رأسي ينفجر من الضغط الذي أشعر به، مرت بعض الأيام وكانت تتغير الأعراض تدريجيًا حتى انتهى بها الحال إلى ما أنا فيه الآن.

لي قرابة الشهرين تسيطر على رأسي أفكار مصاحبة بالقلق والخوف التي لا يوجد أي سبب واضح لها، وتأتي على هيئة أشياء مزعجة جدًا تزحف تحت جلدي، وحتى أتخلص منها أضطر لفعل أشياء يظهر للذي يراني أنني مجنون، أو مختل عقليًا، كأني أبصق الأفكار، أو أني أحاول طرد تلك الأشياء المتحركة المزعجة عن طريق النفخ، أو تحريك يدي على رأسي، فتتوقف هذه الهلاوس للحظات.

الأعراض التي أشعر بها غريبة ومزعجة جدًا، وحياتي تدمرت بسببها، والذي يخيفني أني عندما أقرأ عن الأمراض النفسية لا أرى أي شيء يشابه ما أشعر به، أتمنى مساعدتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -بني- عبر إسلام ويب، ونشكر لك التفاصيل التي وردت في سؤالك، نعم بني بعض الاضطرابات النفسية تكون مؤلمة ومزعجة ومشوشة كهذه الأعراض التي ذكرت في سؤالك، ولكن بعد الاطلاع على هذه الأعراض في هذا السؤال يبدو أن ما تعاني منه إنما هو حالة من القلق والتوتر، وبما فيه من رهبة المرض أو رهاب المرض، ويبدو أنك أيضاً شديد التأثر، فبعض الناس عندما يقرؤون بعض أعراض الأمراض فإنهم يتأثرون ويبدؤون بالشك في أنهم مصابون بهذه الأمراض أو الأعراض.

بني: من الطبيعي أن القلق أو الاكتئاب أو الهلع أو غيرها تختلف من شخص إلى آخر حسب العمر، وحسب طبيعة الثقافة وحسب شدة الإصابة، فقد تقرأ في الكتب بعض أعراض القلق مثلاً ستجدها كثيرة؛ لأن الكتب تجمع كل أعراض القلق، ولكن ليس بالضرورة أن يشعر كل مصاب بهذه الأعراض، فبعضها يكون عند مصاب، وبعضها الآخر يكون عند مصاب آخر، فلذلك من الطبيعي أن أعراض الاضطرابات النفسية كما هي أعراض بعض الأمراض البدنية، تختلف طبيعة الأعراض وشدتها من شخص لآخر، فأرجو أن لا يقلقك هذا.

الآن السؤال ما هو المطلوب عمله؟
بني: أنصحك طالما أنك منزعج مما تعاني منه أن لا تتردد في مراجعة الطبيب النفسي، ليقوم بفحص الحالة الذهنية والعقلية، ثم يضع لك التشخيص الذي يريح بالك؛ لأنه كما يقال -إذا عرف السبب بطل العجب- وبعد أن يضع لك التشخيص أكيد سيشرح لك الخطة العلاجية سواء كانت علاجًا دوائياً أو علاجاً نفسياً سلوكياً، فأنت في عمر يافع في الثامنة عشر من العمر يفيد أن تطمئن، وتعالج ما تعاني منه بعد تحديد الشخيص الدقيق.

أدعو الله تعالى لك بالصحة ودوام العافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً