الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتجنب مشاكل أمي وأخواتي حتى لا أكون عاقة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلة أمي أنها تميز بيني وبين أخواتي في كل شيء مثل: اللباس، وكل شيء تقريبًا، إذا أخذت منهن ملابس تغضب وتقول: (إذا تزوجن ستأخذين أزواجهن)، وكل مشكلة أنا السبب، وتدعو عليّ بالموت، أو كلمة: (حسبي الله ونعم الوكيل فيك)، غير المشاكل على شغل البيت، أنا أعمل في محل أذهب إليه في ٦:٣٠ المغرب، وأكون تعبانة ولا أقدر أن شتغل في البيت؛ فتبدأ المشاكل أني بنت عاقة، ورفع الصوت وتضربني فأبعدها عني؛ لأني لا أحب أحدًا يضربني، فتقول وأنا أبعد يدها عني أني ضربتها، ويشهد الله أني ما ضربتها، وتقول (ستكونين من البنات الذين قتلوا أمهاتهم في سن كبيرة)، وهذا الموقف يتكرر أكثر من مرة، ولا أعرف ماذا أفعل وكيف أتجنب أمي وأخواتي، فالمشاكل تطلع من تحت الأرض.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حلا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك ابنتنا الكريمة في استشارات إسلام ويب.

أولاً: نذكّرُك - ابنتنا العزيزة - بمنزلة الأم وعظيم حقِّها، وقد أوصى الله تعالى بها، وأخبر عن معاناتها في الحمل والوضع والإرضاع والتربية، وجعل لها الرسول صلى الله عليه وسلم ثلاثة أضعاف ما للأب من البر، وهذا كلُّه اعتراف لها ومكافأة لما عانته مع ابنها أو ابنتها.

والفطرة التي فطر الله تعالى عليها الناس أن الأُمّ أرحم الناس بولدها وأكثرهم شفقة عليه، سواء من بني الإنسان أو من البهائم، ورحمة الأم بولدها مضرب مثل، ولهذا نرى أن ما تتوهمينه من كراهة أُمّك لك وبُغضها لك مجرد أوهام، وإيحاءات شيطانية يريد الشيطان من خلالها جرَّك إلى الوقوع في معصية الله تعالى، بالتفريط في حق الأم أو الإساءة إليها، والواجب عليك أن تُدافعي هذه المشاعر بتذكُّر إحسان أُمك إليك حال ضعفك وصِغرك، وهذا سيدعوك إلى حُبِّها والاعتراف بحقِّها وفضلها.

وكوني على ثقة تامَّة من أن الشيطان حريص على أن يُوقع العداوة والبغضاء بين المسلمين، ولكن إذا وصل الحال إلى أن يُوقع العداوة والبغضاء بين الأم وابنتها، فهذا مؤشِّرٌ خطر، يُنبّه الإنسان إلى ضرورة مراجعة أحواله وتصحيحها.

لهذا نصيحتُنا لك - أيتها البنت العزيزة - أن تكوني جادّة في التخلص من هذه الحالة التي أنت فيها، وننصحك بأمور:

أولُها: دوام التفكُّر في إحسان أُمّك إليك، وما قدمته لك في حياتك حينما كنت في بطنها، وحينما خرجت إلى هذه الحياة حال ضعفك وفقرك، ونحو ذلك من الأحوال، فتذكُّرُك لهذا يدعوك إلى حُبِّها.

ثانيًا: الصبر على ما قد يصل إليك من إساءة من الأم.

ثالثًا: مقابلة هذه الإساءة بالإحسان، بالكلمة الطيبة، والهدية، ومحاولة إدخال السرور على أُمّك.

فإذا فعلت ذلك فإن هذا سيدعوها ولا شك إلى تجنُّب ما يُغضبك أو يُزعجك، وستضطر إلى مجاملتك أيضًا، وربما سبقتك أخواتك في هذا الجانب.

رابعًا: محاولة إعانة أمّك في شؤون البيت، ولو كان في ذلك نوع إرهاق لك، مع حُسن الاعتذار لها عمَّا تعانينه من المشقة.

فإذا فعلت هذه الأمور فإننا على ثقة تامّة إن شاء الله من أن الأمور ستتحسّن، وأن العلاقة بينك وبين أُمّك ستطيب، فتوجّهي إلى الله سبحانه وتعالى، واسأليه أن يُعينك على أداء هذا الحق والقيام به، ولا يفوتنا في هذا المقام أن ننصحك بأن تكوني مع الله سبحانه وتعالى، حتى يكون معك، فحافظي على فرائض الله تعالى، وقفي عند حدوده، واجتنبي ما حرّم عليك، ستجدين من الله تعالى التيسير والتوفيق.

نسأل الله تعالى أن ييسّر لك كل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً