الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طفلي يفزع يومياً ويركض ويصرخ، ما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم

ابني بعمر 8 سنوات، ويعاني منذ ثلاث سنوات من مشكلة الفزع اليومي، يبدأ بالركض والصراخ، وتسارع في دقات قلبه، وخوف وبكاء، ويقوم بالبحث عني وعن والده، مع أننا موجودان، ويركض بالبيت ويتمتم، وهو خائف، وأحياناً يقول: (أستسلم، سامحوني)، يستخدم الحمام مرات عديدة، ويغسل يديه، لكن لا يتذكر ذلك أبداً عند الصباح.

ابني متعلق بي كثيراً، وهو في النهار كثير الحركة، ولكن في نفس الوقت لا يستطيع الدفاع عن نفسه عندما يضربه أحد الأطفال، ويتوتر كثيراً، مع أنه قد شارك بنادٍ رياضي للتايكوندو، بغية أن يدافع عن نفسه، وحصل على أحزمة عديدة، لكن دون جدوى.

لاحظت أن لديه تعرقاً بيديه منذ سنة ونصف، حاولنا كثيراً إيجاد الحلول عند المشايخ، والرقية، وإحاطته بالحنان، والجلوس معه، وسماع ما يقلقه، لكن للأسف لم يتغير حاله.

أرجوكم، ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Salah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك عبر إسلام ويب، ونشكر لك ما وصفت من حال طفلك في هذا السؤال -حفظه الله وأقر به أعينكم-.

أخي الفاضل: في كثير من الأحيان، بعض الصعوبات السلوكية التي تظهر عند الطفل إنما هي عرض ربما لأمور أخرى، ما وصفت من حالة الخوف والفزع عند طفلك، بحيث يركض ويصرخ ويقول بعض العبارات كأستسلم، وسامحوني.. إلى آخره، مع شيء من التوتر والقلق، وتسارع ضربات القلب والبكاء، يجب أن يوجهنا ذلك لنطرح عدداً من الأسئلة.

الغالب أن الطفل يذهب إلى المدرسة، فهو في سن الثامنة، ولكن يا ترى هل يتعرض لشيء من التنمر في المدرسة أو خارجها؟ بحيث أن أحد الأطفال أو من يكبره سناً يتعرض إليه بالأذى سواء باللفظ أو الجسد، فعلينا أن نتأكد ونضمن أن الطفل لا يتعرض لمثل هذه الأمور، وهذا يتطلب أن تتواصلوا مع إدارة المدرسة أو الأخصائي النفسي أو الاجتماعي في المدرسة، لتتعرفوا أكثر على وضعه داخل المدرسة.

الأمر الثاني: هل هناك ما يزعج هذا الطفل في الحي الذي تسكنون فيه؟ هذا إن كان يخرج ويلعب خارج المنزل في الحي حيث تسكنون.

الأمر الثالث: ربما يفيد الحديث مع أحد معلميه في المدرسة، لتتعرفوا على وضعه الأكاديمي التعليمي، هل هناك صعوبات ما؟ فما وصفت في سؤالك يوجهنا إلى أن نتأكد أن النمو النفسي والبدني طبيعي عند هذا الطفل -حفظه الله- وهذا قد يتطلب أن تعرضوه على طبيب أطفال، ليس بالضرورة أن يكون طبيباً نفسياً بداية، وإنما طبيب أطفال يتعرف على نموه، وأن نموه في الجوانب المختلفة هو ضمن الحدود الطبيعية.

نعم سرني جداً أنكم من طرفكم تحيطونه بالحنان والجلوس معه والاستماع إليه، فهذا شيء جيد، ولكن علينا أن نتأكد من أن الطفل أولاً نموه طبيعي، وثانياً أنه لا يتعرض إلى التنمر أو غيره مما يزعج.

أدعو الله تعالى لطفلكم بالصحة والسلامة، وأن يقر الله به أعينكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً