الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بصداع مزمن يومي يأتي على أشكال مختلفة!

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من صداع مزمن يومي مستمر، منذ عام تقريباً يراودني كل يومٍ باختلاف نمطه وشدته، ولكنه يتمركز في الجانب الأيسر خلف الرأس، وأيضاً أعلى الرأس، وألم في الوجه والأذن، أيضاً كل ذلك في الجانب الأيسر، وذلك بعد أن أخذت لقاح كورونا (سينوفارم) جرعة واحدة، ظهر هذا الصداع بعد أسبوعين أو ثلاثة من أخذ الجرعة.

أحياناً يأتي على شكل تنميل، وأحياناً على شكل حرقان أو سخونة في الرأس والوجه، وأحياناً ألم، ويتغير نمطه وشكله كل فترة، ولكن الألم كل يوم مستمر باختلاف أشكاله كل فترة.

ذهبت للكثير من التخصصات، منها الأنف والأذن، والمخ والأعصاب وهكذا، وأجريت أشعة مقطعية ورنيناً مغناطيسياً، وتحاليل دم شاملة، وأيضاً رسم عصب للوجه، والحمدلله كل الفحوصات سليمة Normal.

أعطتني طبيبة المخ والأعصاب أدوية اكتئاب أكثر من نوع على مدار فترة كبيرة، كنت أشعر بتحسن، ولكن بعد فترة يختفي التحسن ويرجع الألم يشتد مرة أخرى، ولا زلت لا أعرف ما السبب!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من المستبعد أن يكون الصداع المزمن على جانب واحد من الرأس مرتبطاً باللقاح Sino pharm، وقد يؤدي اللقاح إلى صداع مؤقت بعد الحقن ثم يختفي بعد ذلك، أما استمرار الصداع لمدة طويلة، فلا أظن أن يكون مرتبطاً باللقاح.

وأغلب الظن أنها نوبات صداع نصفي ظهرت في الفترة الماضية، خصوصاً مع إجراء كل الفحوصات من أشعة مقطعية ورنين، وتحاليل دم، ومعروف أن الصداع النصفي مرض يتم تشخيصة إكلينيكياً، أي من خلال التاريخ المرضي مع استبعاد الأمراض الأخرى، ولا يمكن استبعاد حساسية والتهاب الجيوب الأنفية، خصوصاً إذا كنت تعاني من الشخير أثناء النوم، وإذا كانت نوبات الصداع تحدث في الصباح الباكر، وأن الصداع يزيد مع السجود في الصلاة.

أدوية الاكتئاب موصوفة في علاج الصداع النصفي، فلا مانع من الاستمرار في تناول مضادات الاكتئاب، مثل prozac 40 mg لعدة أشهر، أو تناول cipralex 10 mg لنفس المدة، مع أهمية قياس حدة الإبصار؛ لأن ضعف النظر يؤدي إلى الصداع أيضاً، وعلاجه من خلال ارتداء نظارة طبية.

ومن بين الأدوية المناسبة لعلاج نوبات الصداع النصفي هو دواء Treximet، وهو يجمع ما بين sumatriptan والمسكن naproxen sodium، كذلك من الأدوية المعروفة في علاج نوبات الصداع النصفي دواء Cafergot، وهو يجمع ما بين Ergotamine ودواء caffeine.

ومن البدائل العلاجية الجيدة لمرضى الصداع النصفي عمل الحجامة على الرأس بدون تشريط أو فصد الدماء، وفي حال وجود خبير حجامة يمكن عمل الحجامة والفصد، وفي كل خير -إن شاء الله-.

مع ضرورة أخذ قسط كاف من النوم؛ لأن الجسم يفرز مواداً مسكنة ليلاً أثناء النوم تسمى Endorphins، وهي في الواقع مسكنة قوية تساعد في ضبط العمليات الحيوية ليلاً لكي يستيقظ الإنسان وكله حيوية ونشاط، ولذلك ننصحك بالنوم ليلاً مدة لا تقل عن 6 إلى 7 ساعات، والقيلولة لمدة ساعة أو أقل ظهراً، والاستيقاظ مبكراً، وسوف ينعكس ذلك على حالتك الصحية العامة -إن شاء الله-.

ومن المهم جداً أخذ حقنة فيتامين D جرعة 600000 وحدة دولية، ثم تناول كبسولات فيتامين D الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة أسبوعياً لمدة 12 أسبوعاً، مع أهمية أخذ حقن فيتامين ب المركب المغذية للأعصاب Neurobion في العضل يوماً بعد يوم عدد 6 حقن، مع الحرص على الإكثار من الحليب وتناول منتجات الألبان؛ لأنها المصدر الأساسي لعنصر الكالسيوم.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً