الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتعبني شعور سوء الظن بالله وأريد التخلص منه، فانصحوني

السؤال

السلام عليكم.

يا شيخ! أنا منذ فترة حوالي سنة بدأت أشعر بسوء الظن بالله، وهذا الشعور يحزنني جداً، فعلاقتي بربي كانت جميلة جداً، ولكني صرت أبتعد عنه شيئاً فشيئاً، حتى لو أي شخص من عائلتي أصابه مكروه أتوتر وأحزن وأسيء الظن بالله، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دينا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك ابنتنا الكريمة في استشارات إسلام ويب.

أولاً: نسأل الله سبحانه وتعالى أن يلهمنا وإياك رشدنا، ويقينا شرور أنفسنا، وقد أصبت أيتها البنت العزيزة حين أغضبك وأقلقك ما تشعرين به من سوء الظن بالله تعالى، فإن الإنسان المؤمن ينبغي أن يكون دائماً حسن الظن بربه، ومعنى حسن الظن بالله سبحانه وتعالى: أن يكون الإنسان متوقعاً منتظراً من الله تعالى الفضل والرحمة والتيسير والنعمة وأن يقدر له ما فيه الخير والصلاح، فيغفر له ذنبه إذا هو أذنب ثم تاب، ويتقبل عمله الصالح إذا هو عمل عملاً صالحاً، وييسر له أمره ورزقه بما يصلح حاله، فهذا هو حسن الظن بالله سبحانه وتعالى.

وليس معنى ذلك أن يعتقد أن الله تعالى لا يقدر عليه ما يكره من الأمراض أو الأسقام أو نحو ذلك أو على أحد من أحبابه وأقاربه، فالله سبحانه وتعالى له الحكمة البالغة يقدر المقادير برحمة ولطف وحكمة، وينبغي للإنسان المسلم أن يستقبل مقادير الله تعالى بالصبر والاحتساب، ويعلم أن الله سبحانه وتعالى إذا قدر عليه شراً ومكروهاً فإنه يقدره لما يحويه هذا المكروه من الخيرات الكثيرة، منها تكفير الذنب ورفعة الدرجات، وربما التذكير وإرجاع الإنسان إلى طريق ربه واللجوء إليه، فلله تعالى إذاً حكم بالغة فيما يقدره ويقضيه.

فإذا أدرك الإنسان المسلم هذه المعاني؛ فإن ذلك يدعوه إلى حسن الظن بربه، والخلاصة أيتها البنت العزيزة: إن أعظم الأسباب الداعية إلى إحسان الظن بالله أن يتذكر الإنسان دائماً ويطالع ويشاهد مظاهر الرحمة الإلهية، فالله سبحانه وتعالى هو الذي رعاك وأنت في مراحل الضعف، لا يستطيع أحد من البشر أن يحميك من مكروه، أو يوصل إليك رزقاً وأنت في بطن أمك، ثم هو سبحانه وتعالى الذي غرس محبتك في قلب الوالدين بعدما خرجت إلى هذه الدنيا ضعيفة لا تستطيعين أن تقدمي لنفسك خيراً ولا أن تدفعي عنها شراً، فأحاطك الأهل بالمودة والمحبة والرعاية والصيانة، ثم الله سبحانه وتعالى هو الذي ييسر لك الرزق في هذا السن الذي أنت فيه، فإذا أكثر الإنسان من مطالعة ومشاهدة مظاهر رحمة الله تعالى به؛ فإن ذلك يدعوه إلى إحسان الظن بالله.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا وإياك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً