الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الفرق بين الكبر المحظور والطموح المباح

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا بنت، بعمر ٢٠ سنة، ودائماً أحس أني أستحق الأفضل، وأود الأفضل، وفي نفس الوقت أخاف من أن يكون هذا من الكبر.

لا أعرف الفرق بين الطموح والكبر، إلا أنني غير متكبرة مع الناس، ولكنني كنت في فرح لقريبة لي، وكان فرحها متواضعاً، وشعرت أنه لا بأس بذلك بالنسبة لها، لكن أن يحدث هذا لي فلا، وهنا بدأت أشعر بيني وبين نفسي بالكبر، والعياذ بالله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آلاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يبدو أن حساسيتك الإيمانية عالية، بحيث تبحثين عن الفرق بين الكبر والطموح، وهذا ليس غريباً عليك في حال كونك مؤمنة، فقد ثبت في صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً، ونعله حسنة. قال: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق، وغمط الناس).

هذا الحديث العظيم يضع المعيار الدقيق للتفريق بين الكبر والطموح، فالكبر هو غمط الناس، أي ظلمهم، ويتضح هذا عند الحديث والحوار مع الآخرين، فقد تجدين شخصاً يحاور آخر، وإذا أقيمت عليه الحجة في الحوار والنقاش، لا يسلم للخصم ولا يعترف بالهزيمة، وقد يلجأ لأساليب تشويش كالصراخ والسب ونحو ذلك، فهذه علامة على نوع كبر في القلب يحتاج صاحبه لمداواة نفسه روحياً، بمزيد من التقرب إلى الله تعالى والتضرع بين يديه.

أما مجرد التجمل والظهور بشكل أفضل أمام الآخرين فليس هذا داخلاً في باب الكبر.

أما موضوع الفرح الذي قد يناسب صديقتك ولا يناسبك: فهذا أمر اعتيادي ولا علاقة له بالكبر، فأنت وصديقتك لا تلبسن نفس مقاس الثوب، وإنما لكل واحدة مقاسها الذي يخصها في ملابسها، فهذا يدخل في باب الخصوصية، ولا يدخل في باب الكبر.

نرجو ألا تنجري وراء هذه الأفكار كثيراً لئلا تتحول إلى أفكار وسواسية تنغص عليك حياتك، فإذا جاءتك مثل هذه الأفكار فاصرفيها أولاً بأول، قبل أن تستفحل وتصل إلى مرحلة الوسواس.

نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات