الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أنا مريض سكري بالفعل أم أنه عارض يتطلب الحرص في الأكل فقط؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب عمري 40 سنة، أعاني من كرش قطره 128 سم، أحاول تنزيله واتبعت صيام سيدنا داوود منذ رمضان الماضي، وبالصدفة كانت أمي في شهر 10 الجاري تجري تحاليلها فقمت أنا بقياس السكر التراكمي لي بالمعمل ووجدته 6.6، وهو ما يشخص الإصابة بالسكري، وبعدها بيومين قست السكر الصائم قبل أذان المغرب بساعتين وجدته 110، علماً بأنني في فترة الصيف في شهر 7 و8 و9 كنت أتناول كميات كبيرة من الفاكهة السكرية، كالموز، والعنب، والتين، والبلح، والآيس كريم، والمعكرونة، وكنت قليل الحركة لمدة عام على الأقل، فهل هذا يعتبر إصابة مؤكدة بالسكري؟ علماً بأنني لا أعاني من أي أعراض نهائياً، أم أنه عارض يتطلب الحرص في الأكل فقط؟

عمري 40 سنة، وطولي 188 سم، ووزني يتجاوز 110 كيلو تقريباَ.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زكي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من المعروف أن السكر التراكمي الطبيعي يجب أن يكون أقل من % 5.6، وأن ما يطلق عليه مرحلة ما قبل السكر تكون بين % 5.6 إلى 6.4 % وأن تشخيص السكر يكون فوق 6.5 %، أي أن 6.6 % يعتبر سكر في مراحله الأولى، ويمكن من خلال حمية الصيام المتقطع وحمية البحر المتوسط العودة بالسكر التراكمي إلى ما دون 5.6 -إن شاء الله-.

ومعروف في حالات السمنة أن هناك مقاومة من الخلايا لعمل الإنسولين insulin resistance حيث يقوم الإنسولين بإدخال السكر داخل الخلايا لحرقه والحصول على الطاقة، ولكن ماذا تفعل الخلايا بهذه الكمية الهائلة من السكر التي تسبح في الدم، ومع السمنة يقل إنتاج الإنسولين من البنكرياس، وتقل كفاءة الإنسولين في العمل، فيرتفع مستوى السكر في الدم وينزل في البول، وتزيد نسبة السكر التراكمي المتعلق في الهيموجلوبين.

وهذه قصة الإنسولين مع الخلايا ومع السكر لكي تستوعبها ليس أنت فقط بل كل من يقرأها لكي نتخلص من كابوس تناول السكر، وتناول المخبوزات في الطعام، وهذا ما يفعله الصيام سواء الصيام الشرعي من الفجر إلى المغرب، أو ما يطلق عليه الصيام المتقطع من السادسة مساء إلى العاشرة صباح اليوم التالي، مع السماح بشرب الماء وكل السوائل والمشروبات الساخنة لكن دون سكر.

وعندما نتناول الطعام نطبق حمية البحر المتوسط في الفترة من العاشرة صباحاً وحتى السادسة مساء الخالية من السكر، ومن المخبوزات وكل ما يصنع من الدقيق مثل: المعكرونات، والفطائر، والحلويات التي تحتوي على سكر ودقيق، ومن فوائد ذلك إنقاص الوزن، والسيطرة على السكر، والتحكم في الكوليستيرول والدهون الثلاثية التي ترتفع تلقائياً مع مرض السكر.

ولا مانع من تناول حبوب جلوكوفاج (سيدوفاج) 500 مج مرتين في اليوم بعد الغداء والعشاء للمساعدة في ضبط السكر وللمساعدة في علاج مقاومة الإنسولين.

ونؤكد على أهمية ضبط مستوى فيتامين D من خلال أخذ حقنة فيتامين D3 جرعة 300000 وحدة دولية أو جرعة 200000 وحدة دولية حسب المتوفر، ثم تناول كبسولات فيتامين D3 الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية كبسولة، واحدة أسبوعياً لمدة 12 أسبوع، مع الحرص تناول مكملات غذائية، مثل حبوب المغنسيوم جليسينات 500 مج لمدة شهرين أو أكثر، وهي موجودة في الصيدليات وفي محلات المكملات الغذائية، مع تناول البروتين الحيواني ومنتجات الألبان للحصول على الكالسيوم من مصادره الطبيعية.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً