الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الزواج يكون من أجل المال أم الحب؟

السؤال

تربطني علاقة بشاب منذ سنتين، الشاب يحبني كثيراً، ويريد الزواج بي، وأنا أيضاً أحببته كثيراً، حيث إني أرى فيه كل الصفات التي أريدها، من حنان وطيبة قلب، وتقدير كبير جداً لي، كذلك هو شخص بار جداً بوالديه، وهو من عائلة محترمة، وهذا الشاب متعلم ومثقف، وهو مهندس ويعمل، وراتبه جيد، إضافة إلى أنه بدأ في مشروعه الخاص.

المشكلة أن الشاب من عائلة متواضعة مادياً، وهو في بداية حياته، يعني أنه لا يملك دعماً مادياً من أهله، فهو ليس لديه بيت في الوقت الحالي، فإذا تزوجنا سنعيش بإيجار لمدة، حتى يوفر مالاً ويبني بيتاً؛ لأنه يدعم نفسه بنفسه، ولا توجد مساعدة مادية من الأهل.

من جهة أخرى أنا قادمة من بيت بحالة مادية ممتازة، وأنا أريد أن أعيش مع من أتزوج برفاهية وراحة مادية، مثلاً ببيت كبير، مشتريات، سفريات، إلخ.

لا أعرف كيف أتصرف؟ هل أنتظر لربما يكون نصيبي مع شخص آخر بوضع مادي جيد، أم أستمر بعلاقتي مع هذا الشاب؟ أنا محتارة جداً، فمن جهة لا أعرف إن كنت سأجد شخصاً يحبني ويقدرني مثله، ومن جهة أخرى هذا الشاب في بداية حياته، وليس لديه دعم مادي من أهله.

لا أريد أن يساء فهمي، وتظنوا أني شخصية مادية، الكل يعرف أن المشاكل المادية سبب رئيسي للطلاق، ولا أريد أن أشعر أني مجبرة على العمل والتوفير، وأعيش بضغط مادي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دنيا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرزقك الزوج الصالح، إنه جواد كريم.

بخوص ما تفضلت به فإننا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:

أولاً: لا بد أن ننبهك إلى أن التواصل مع أي شاب، -حتى لو كان بقصد الخطبة- لا يجوز، إلا في إطار الضوابط الشرعية، وأن يكون ذلك في البيت، ومع وجود محرم.

ثانياً: لن يدرك المرء كل ما يتمناه، ولذلك وضع النبي -صلى الله عليه وسلم- المعيار الدقيق للاختيار، فقال: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه) فإذا وجدنا صاحب الدين والخلق وتقدم معه صاحب دين وخلق ومال، فمن حقك ساعتها القبول بالثاني؛ لأنهما اتفقا في الدين والخلق.

ثالثاً: لا يترك المقطوع لأجل المظنون، هذه قاعدة منضبطة، تصلح في كل شيء، المقطوع به اليوم (أي المؤكد) هذا الزوج، والمظنون رجل ربما يأتي، وربما يكون متديناً وصاحب خلق، وربما مع ذلك يكون صاحب مال! هل هناك من عاقل يصنع مقارنة بين أمرين أحدهما موجود والآخر غير موجود؟!

رابعاً: أختنا، إن كانت رفاهية الحياة المادية تعادل الاستقرار العائلي، والترف المادي يعادل الزوج، فمن حقك التفكير، لكن إذا كانت في أولوياتك أن الزواج من رجل صالح أولى الخيارات، فيجب عندها عدم الالتفات إلى أمور قد ييسرها الله تعالى.

خامساً: دوام الحال من المحال، وقد رأينا من تزوجت من رجل غني وأرصدته بالملايين، ثم بعد الزواج وجدته بخيلاً، أو ابتلاه الله بمرض أخذ ماله ولم يتم الشفاء، ففكرة أن من لديه مال هو دائماً سعيد، ليست على إطلاقها.

سادساً: إننا نود منك ترك كل تشاؤم خلف ظهرك، والرجل بهذه المواصفات جيد، وليس عندك ما يماثله أو يشابهه، ونحن نخشى أن يكثر الشيطان عليك مثل هذه الشبهات، فيصرفك عنه أو يظهر ذلك عليك فينصرف هو عنك، وساعتها قد يكون الندم.

ختاماً: نوصيك بالضوابط الشرعية مع الخاطب، كما نوصيك أن تشركي أهلك في كل ما يخص هذا الزواج، وأن تتأكدوا من دين الرجل وخلقه، فهذا هو الأهم.

نسأل الله أن يكتب لك الخير، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً