الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والدي ملتزم جداً، ويرفض زواجي ممن هي أقل منه التزاماً.

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب في بلاد غربية، أبلغ من العمر 33 عاماً، وأود الزواج من فتاة مسلمة، ولكنها ليست ملتزمة كالتزام أبي المتشدد، لذلك يرفض زواجي منها، ويجبرني أن أتزوج من يختارها لي، وأنا والله في خطر عظيم من الحرام والفتن وعمر الشباب، ووالدي يرفض رفضاً قاطعاً زواجي منها، ويطلب مني أن أجبرها على ارتداء الجلباب؟ والله إني في حيرة عظيمة، وشاب رأسي من الضغط، ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يعفك بالحلال عن الحرام، وييسر لك الزواج.

ونبشرك -أيها الحبيب- بأن من سعى في الزواج، يريد إعفاف نفسه عن الحرام، فإنه موعود من الله سبحانه وتعالى بالإعانة والتيسير، فقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف)، والله تعالى يقول في كتابه الكريم: (وَلْيَسْتَعْفِفِ ٱلَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ)، فهذه الآية فيها إشارة إلى أن الله سبحانه وتعالى يغني ويعين من يسعى في العفاف، وإبعاد نفسه عن الحرام.

وأمر الزواج سهل يسير -بإذن الله تعالى-، فالنساء كثيرات، ولن يعجزك الحال من أن تجد امرأة تناسبك، وهي متدينة تصلح أن تكون ربة لبيتك وأماً لأولادك، وسكناً لنفسك، وفي الوقت نفسه تحوز على رضا والدك وأسرتك، فالنساء كثيرات -ولله الحمد-.

فنصيحتنا لك: أن تسعى جاهداً في اختيار المرأة المناسبة الصالحة، وأن تنزل عند رغبة والدك، ويجب عليك أن تطيعه في ترك هذه الفتاة، لكن لا يجب عليك أن تطيعه في أن تتزوج امرأة معينة يحددها هو لك، والسبب في هذا الحكم ظاهر وواضح، وهو كثرة النساء، فيمكنك اختيار المرأة المناسبة التي تحبها وتهواها، وتكون في الوقت نفسه محل قبول ورضا من أسرتك.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يقدر لك الخير، وييسر لك الأمر.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً