الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أشعر بوجود الدافعية بعد أن كنت نشيطة، فماذا أعمل؟

السؤال

السلام عليكم.

أشعر بحالة من الكسل والخمول وعدم وجود الدافع لفعل أي شيء منذ فترة، وتطورت الحالة لدرجة أن أبسط الأشياء لا أرغب بفعلها، حتى الأمور التي أحبها كالرسم، أجاهد نفسي عليه، وإذا بدأت في الرسم لا أريد فعل أي شيء آخر، فهل علي الذهاب للطبيب؟ أم أنه يمكنني علاج نفسي؟ أم أنه أمر طبيعي في هذا السن؟

فقد تعرضت لصدمات ومواقف كثيرة سيئة في حياتي، لكن عندي أبناء ناجحين ويحبونني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله لك دوام الصحة والعافية.

أولاً: الحمد لله أنك أحسنت تربية أبنائك، وكانت ثمرة ذلك حبّهم لك، والنجاح في حياتهم، وهذه نعمة عظيمة قد يحظى بها قليل من الناس في هذا الزمان.

ثانيًا: ما تعرضت له من صدمات ومواقف في الماضي لا شك أنه أثّر على حياتك النفسية، ولكن نقول لك: أصبح الماضي ماضيًا، ولن يعود، -والحمد لله- فقد خرجت منه، وأنت الآن تنعمين بصحةٍ جيدة، إلَّا من قليل من الهنَّات التي تعتبر عاديةً، ويمكن تجاوزها.

ثالثًا: نقصان الدافع لعمل أي شيءٍ ربما يكون بسبب اضطراب المزاج، والأمر يحتاج منك لتجديد الأهداف بما يتناسب مع المرحلة العمرية الحالية، من اهتمامات وميول، وفي مثل هذا العمر يمكن أن تحققي الكثير من الإنجازات، وعلى سبيل المثال لا الحصر: هناك من حفظ القرآن الكريم في عمرٍ أكبر من عمرك، وفي عمر السبعين، وفي أكبر من ذلك، وهناك من التحق بالجمعيات التطوعية التي استفاد منها كثير من الناس، وهناك من أصلح أناس واهتدوا بسببه إلى الطريق المستقيم، وهناك مَن تعلَّم وعلَّم اللغات والمهارات في مجالات حياتية مختلفة، وكان ذلك بمثابة صدقة جارية لهم، والإنسان يشعر بقيمة نفسه وثمرة جهده عندما يرى إنجازاته تتحدث عنه، وعندما يلعب دورًا مؤثِّرًا في حياة الآخرين.

ولذلك نقول لك -أيتها الفاضلة-: لا تستسلمي، بل واصلي في عطائك، واختاري النشاط الذي يُناسبك ويُناسب وقتك، والذي يمكن أن يُحقق لك الرضا النفسي والشعور بقيمة الحياة، والمجال أمامك مفتوح، كل ما في الأمر هو تجديد الأهداف، والسعي لتحقيقها بالطرق المناسبة.

ولا بأس من الذهاب للطبيب من أجل استشارته، والحصول على المساعدة، فربما يتمّ اكتشاف أسباب ما تعانيه آجلاً أو عاجلاً، أو ربما يتم اكتشاف أسباب ما زالت تخفى عليك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً