الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي مصاب بالتخلف العقلي، فماذا نفعل لتخفيف حركته وجعله يهدأ؟

السؤال

السلام عليكم.

لي أخ مصاب بالتخلف العقلي، عمره 27، وهو هكذا منذ الصغر، ويبدو أن درجته شديدة، فهو لا يستطيع الكلام أبداً بل يصدر أصواتاً ويصيح فقط.

الحياة معه صعبة جداً! ولا نستطيع العيش جيداً، ولا يوجد في بلدنا أي مراكز متخصصة لعلاج أو إيواء المرضى من ذوي الاحتياجات الخاصة أمثاله.

ماذا بالإمكان أن نفعل لتخفيف حركته، أو جعله يهدأ قليلاً؟ فالحياة صعبة معه جداً!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وأسأل الله تعالى لهذا الابن الشفاء والعافية، وأنا أتفق معك في أن التخلف العقلي، أو ما يعرف الآن بصعوبات التعلم إذا كان شديداً -له آثار وأعراض كثيرة- قد يكون شديداً على الأسرة، لكن هذا النوع من المرضى كثير من الناس يعتبرونهم هبة من هبات الله تعالى لهذه الأسر؛ لأن الاهتمام به وخدمته فيها ثواب عظيم.

طبعاً الأمر يتطلب الصبر و-بفضل من الله تعالى- توجد الآن وسائل علاجية كثيرة، ووسائل تأهيلية؛ للمساعدة في تخفيف الأعراض عند هذه الحالات.

وحقيقة أنا لا أفضل أبداً اللجوء إلى مراكز الإيواء إلا إذا كانت هنالك ضرورة وضرورة قصوى، الشخص من ذوي الاحتياجات الخاصة من الأفضل له كثيراً، بل من الأفضل للأسرة أن يكون بين أسرته، مع الاستعانة بالوسائط والوسائل الطبية العلاجية، لتخفيف الحركة وذلك سهل جداً، فهنالك أدوية ممتازة ومفيدة جداً في هذا السياق، والأمر قد يتطلب منكم مقابلة الطبيب النفسي حتى ولو كانت مقابلة واحدة، أو حتى الطبيب المتخصص في علاج ذوي الاحتياجات الخاصة، أو حتى الطبيب المتخصص في الأعصاب، ليضع لكم خطة علاجية دوائية بسيطة.

أنا يمكن أن أصف بعض الأدوية المعروفة جداً في هذا السياق، لكن هذه الأدوية أيضاً حساسة وتفاعل الناس حيالها مختلف تماماً، وكثير من أصحاب الاحتياجات الخاصة أو التخلف العقلي قد يكون لديهم أيضاً اكتئاب ثانوي؛ لأنهم لا يستطيعون أن يعبروا عن أنفسهم، فتظهر الأعراض في شكل انفعالات وتضايق وكثرة في الحركة، فلا بد أن نتأكد من كل هذه الأشياء، فإذاً لا بد من عرضه على أي طبيب حتى ولو لمرة واحدة.

ومن خلال عرضه على الطبيب أيضاً نستطيع أن نتأكد من الفحوصات الأساسية لديه، خاصة مستوى الدم، نتأكد أنه ليس لديه فقر في الدم، ومستوى السكر، ووظائف الكلى، ووظائف الكبد، ووظائف الغدة الدرقية، ومستوى فيتامين د، هذه كلها فحوصات بسيطة جداً.

فأرجو أن تسعوا نحو تحقيق ما ذكرته لكم من نصائح، وإن صعب الأمر جداً فيمكن بعد ذلك مثلاً أن ننصح بتناول دواء، مثل: الرسبريادون بجرعة نصف مليجرام ليلاً لمدة 10 أيام، ثم 1 مليجرام ليلاً هذا قد يخفف كثيراً من حركته، ولا تزيد الجرعة عن ذلك، الجرعة تكون حتى 2 أو 3 مليجرام، لكن أرجو أن لا تزاد الجرعة عن ذلك أبداً، لكن الذهاب للطبيب هو الأسبقية الأولى، أي طبيب يمكن أن يقدم المساعدة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً