الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من القلق وما يرافقه من الهلع؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أخي الكريم، أعاني منذ تسع سنوات من القلق المرضي، وأعراضه كالتالي: ينتابني ألم في الجهة اليسرى من الصدر، جهة القلب، قمت بفحوصات للقلب منذ سنوات في بداية المرض عند عدة أطباء، ولكن قلبي سليم.

الحمد لله تحسنت حالتي، لكن منذ شهرين عادت نفس الحالة، فأصبحت أعاني من الحزن والقلق، وذهبت إلى طبيب نفساني، وأعطاني دواء olanza 5mg. و escitalopram 10mg
استعملتهم منذ أسبوعين، وحالتي مستقرة نوعاً ما.

مع أنه تنتابني بعض المخاوف أحياناً، والهلع، فهل دواء (السيتالوبرام) آمن للقلب؟ لأني قرأت أن من أعراضه ما يقلق القلب.

أرجو أن تفيدوني، مع أني في بداية العلاج.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الناصر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على ثقتك في إسلام ويب، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.

أخي: طبعًا القلق نحو الصحة والخوف من الأمراض أصبح شائعًا، لأن الأمراض كثرت في زماننا، كما أن الوسائل الطبية تقدّمت كثيرًا، خاصة الفحوصات، ممَّا جعل اكتشاف الأمراض -حتى وإن كانت بسيطة- سهلاً جدًّا.

كما أن موت الفجأة قد كثر، والحروب قد كثرت، والمعلومات الطبية الصحيحة والمغلوطة أيضًا أصبحت متاحة، هذا كله - يا أخي - دفع الكثير من الناس للشعور بعدم الاطمئنان.

الإنسان يتخلص من أي أعراض من المخاوف المرضية أو القلق المرضي، يجب أن يعيش حياةً صحيّة، والحياة الصحية - أخي - تتطلب أن تنظم وقتك، أن تتجنب السهر، أن تمارس الرياضة، أن يكون طعامك أيضًا منتظمًا، وأن تحرص على عباداتك، خاصة الصلاة في وقتها، وأن تحسن التواصل الاجتماعي، المشاركات الاجتماعية مهمّة جدًّا، القراءة، الاطلاع، الترفيه عن النفس بما هو طيب وجميل، والإبداع في العمل.

أخي الكريم: بهذه الكيفية - كيفية حُسن إدارة الوقت - وأن يكون للإنسان أهداف، ويسعى لتحقيقها؛ هذه حقيقة تُساعد على استقرار الصحة، ونصيحتي لك - أيها الفاضل الكريم - هو أن تقوم بالفحوصات الدورية، مثلاً تذهب لطبيب الأسرة كل ثلاثة أو أربعة أشهر، أو حتى لو مرة واحدة كل ستة أشهر، لعمل الفحوصات العامة، هذا في حد ذاته يُطمئن الإنسان كثيرًا.

أرجو أن يكون هذا هو منهجك، وبالنسبة للـ (اسيتالوبرام escitalopram) دواء رائع، دواء فعال، دواء من أفضل الأدوية حقيقة لعلاج قلق المخاوف، وهو آمن للقلب، وهذه ميزة عظيمة لهذا الدواء، ليس له آثار غير أنه ربما يزيد الشهية نحو الطعام قليلاً، كما أنه عند المعاشرة الزوجية ربما يؤدي إلى تأخُّر في القذف المنوي، لكنه لا يُؤثر على الصحة الإنجابية أو الصحة الذكورية عند الرجل، فهو من أفضل الأدوية.

أنا أقترح أن ترفع الجرعة إلى عشرين مليجرامًا مرة واحدة يوميًا لمدة شهرين، هذه الجرعة فيها دعم علاجي كبير، ثم بعد ذلك أنقص الجرعة - أي بعد نهاية الشهرين - إلى عشرة مليجرام لتكون جرعة وقائية، تستمر عليها لمدة ستة أشهر مثلاً، ثم تخفضها إلى خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهرين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

هذا بالنسبة للاسيتالوبرام، وبالنسبة للـ (أولانز olanza) أو الـ (أولانزابين Olanzapine) لا أعرف إلى أي مدى ستستمر فيه، هو دواء يُحسّن النوم، وله استعمالات كثيرة حقيقة، وأترك أمر الاستمرار عليه من عدمه لطبيبك المعالج.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً