الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل هناك ما يعين للنهوض لصلاة الفجر؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا فتاة محافظة على أداء الصلوات -والحمد لله-، ولكن لدي مشكلة مع صلاة الفجر، أنا أصليها ولكن غالبا ما تكون صلاتي بعد شروق الشمس، وهذا ما لا أريده.

ليست المشكلة في عدم استيقاظي مع صوت الأذان، بل أنا أنوي الاستيقاظ، وأدعو الله فأستيقظ، ولكن المشكلة في أنني لا أستطيع مغادرة الفراش من شدة النعاس، فيغلبني النوم.

أنا أقرأ أذكار ما قبل النوم، وأذكر الله، وأتعوذ بالله من الشيطان إذا استيقظت، وكثيراً ما ضبطت منبهات ووضعتها بعيداً عن فراشي؛ حتى أضطر إلى مغادرته، ولكن لا فائدة.

مشكلتي ليست مشكلةً صحيةً، فعمري 17 عاماً، وأنا رياضيةً نوعاً ما، أعتقد أنها مشكلة بسبب قلة النوم، لكنني أصبحت أنام مبكراً، ولم يتغير شيء.

قرأت حديثاً بالأمس، قال -صلى الله عليه وسلم-: {من صلى لله أربعين يوماً في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتبت له براءتان، براءة من النار وبراءة من النفاق}، ظننت أن هذا ما كان ينقصني، وفرحت وتحمست، ونويت أنني سأصلي الفجر حاضراً من الغد بإذن الله، لكن كالعادة لم أغادر الفراش.

أرجوكم أريد حلاً لمشكلتي، فأنا أعلم أن أثقل صلاتين على المنافق هما الفجر والعشاء -وأعوذ بالله أن أكون من المنافقين-، لذلك أصلي العشاء فور سماعي للأذان، وأحاول ذلك مع صلاة الفجر، فأنا محافظة على جميع الصلوات في أوقاتها إلا صلاة الفجر!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شيماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نحن سعداء بتواصلك معنا في موقع استشارات إسلام ويب، ونسأل الله أن يوفقكِ للعلم النافع والعمل الصالح، وبالنسبة لسؤالك فأقول:

أختي الفاضلة، حل هذه المشكلة – كغيرها – له جانبان: جانب علمي، وجانب عملي.

أما الجانب العلمي فهو أن يعلم المسلم عظمة ومكانة صلاة الفجر، يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (من صلّى الصبح في جماعة فكأنما صلّى الليل كله)، وقال عليه الصلاة والسلام: (أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً)، وقال أيضاً -صلى الله عليه وسلم-: (يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي، فيقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون).

وكذلك أن يعلم المسلم خطورة تفويت صلاة الفجر، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر)، وقال عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-: (كنا إذا فقدنا الرجل في الفجر والعشاء أسأنا به الظن)، فهذا كفيل بإلهاب قلب المسلم غيرة، أن تضيع منه صلاة الفجر.

وأما الجانب العملي فهناك عدة خطوات منها:
1-التبكير في النوم.
2- الحرص على الطهارة وقراءة الأذكار.
3- صدق النية والعزيمة على القيام لصلاة الفجر، والإخلاص في ذلك لله تعالى.
4- ذكر الله تعالى عند الاستيقاظ مباشرة.
5- لا بد من الاستعانة على القيام للصلاة بالأهل والصالحين، والتواصي في ذلك.
6- أن يدعو العبد ربه أن يوفقه للاستيقاظ لأداء صلاة الفجر.
7- استخدام وسائل التنبيه، ومنها الساعة المنبهة، ووضعها في موضع مناسب.
9- الهمة عند الاستيقاظ، بحيث يهب من أول مرة، ولا يجعل القيام على مراحل.
10- أن يضبط المنبه على وقت الصلاة تماما، وليس قبله حتى لا يقول لنفسه بقي وقت على الصلاة ثم يرجع للنوم.
11- إضاءة المصباح عند الاستيقاظ مباشرة.
12- عدم السهر ولو كان في قيام الليل.
13- عدم إكثار الأكل قبل النوم فإن الأكل الكثير من أسباب النوم الثقيل.
14- اتباع الهدي النبوي في كيفية الاضطجاع عند النوم، بحيث ينام على جنبه الأيمن، ويضع خده الأيمن على كفه اليمنى، فإن هذه الطريقة تيسر الاستيقاظ.
15- أن يستعين بالقيلولة في النهار.
16- ألا ينام بعد العصر، ولا بعد المغرب.

أسأل الله أن يحفظك ويصلح لك حالك وبالك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً