الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ينفع دواء الويلبوترين في الإقلاع عن تدخين الشيشة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

هل يمكنني استعمال دواء الويلبوترين أو البروبيوبيون للإقلاع عن الشيشة؟ علماً بأنني أعاني من الاضطراب ثنائي القطب، ومستمر على العلاج، والعلاج هو الأريبيبرازول 15 ملغم، ولا أعاني من الاكتئاب، ولا الهوس حالياً، فهل يمكنني استعمال هذا الدواء للتخلص من إدمان الأرجيلة؟ علما بأنني مدمن على الأرجيلة بشكل كبير، وأستخدمها 3 أو 4 مرات يومياً، وإذا كان بإمكاني استعماله، فكم تكون الجرعة ومدة العلاج؟

أنا من الأردن، وتم توفير هذا الدواء في الأسواق من جديد، علما بأن دواء champix غير متوفر في الأسواق حالياً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صادق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في إسلام ويب.

أخي: من المهم جدًّا أن تُدرك إدراكًا قطعيًّا بأن إدمان الشيشة أو التدخين بصفة عامّة هو أمرٌ غير مرغوب، وله أضراره الكثيرة على الصحة، وفيه منقصة للدين، ونراه أمرًا خطيرًا، فيجب أن تكون لك العزيمة والتصميم –أخي الكريم– على التوقف عن الأرجيلة، هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: عقار (ويلبيوترين Wellbutrin) يساعد كثيرًا في الانقطاع عن النيكوتين، والنيكوتين هو المادة النشطة الموجودة في الأرجيلة، وكذلك في السجائر، والجرعة هي ثلاثمائة مليجرام، يفضل أن يبدأ الإنسان بجرعة مائة وخمسين مليجراماً لمدة يومين أو ثلاثة، ثم يجعلها ثلاثمائة مليجراماً يوميًا في الصباح، ومعظم الناس يحتاجون لهذا الدواء لمدة أسبوعين، فيما يتعلق بالتوقف عن التدخين، لكن إن وددت أن تستمر عليه قليلاً، فلا بأس في ذلك.

أخي الكريم: بفضل الله تعالى أن الويلبيوترين – أو ما يُعرف بـ (بوبروبيون Bupropion) – بالرغم من أنه مضاد للاكتئاب، ومُحسِّنٌ للمزاج، إلَّا أنه لا يُدخل الإنسان -الذي يُعاني من اضطراب ثنائي القطب- في أي نوبات انشراحية أو هوسية، والسبب في ذلك أن الويلبيوترين بجانب فعاليته على السيروتونين، فهو أيضًا له تأثير كبير على الدوبامين، والدوبامين طبعًا هو الذي من خلال اضطرابه تحدث نوبات الهوس.

وعليه أخي الكريم: يمكنك أن تتناول البوبروبيون بجرعة صغرى، وهي مائة وخمسين مليجرامًا صباحًا، من وجهة نظري هذه سوف تكون كافية، ويمكنك أن تتناوله لمدة شهر، ولا بد أن تكون هنالك العزيمة والتصميم على التوقف التام من التدخين.

أمَّا بالنسبة لعقار (شامبكس champix) والذي يعرف علميًا ب(فارينيكلين Varenicline) فهو بالفعل يفيد في الإقلاع عن التدخين، ويساعد المدخنين في ذلك، لأنه يعمل من خلال تحفيز إفراز مادة الـ (دوبامين Dopamine)، والتي يُحفز إفرازها أيضًا النيكوتين، فهو يُعتبر بديلاً مباشراً للنيكوتين، لكن بالرغم من ذلك الإحصاءات العالمية تُفيد أن فائدته تنحصر في شخص واحد بين كل عشرة مدخنين جرَّبوا هذا الدواء.

فإن شاء الله تعالى تستفيد من البوبروبيون؛ لأن الإحصاءات تُشير أنه يمكن أن نقارنه من ناحية الفعالية بالشامبكس.

أمَّا بالنسبة لعقار الـ (إريبيبرازول Aripiprazole) فهو دواء مثالي جدًّا لتثبيت المزاج، وجرعة 15 مليجراماً يوميًا، هي الجرعة الوقائية المطلوبة، فأرجو أن تستمر عليه وبانتظام، فاطمئن تمامًا -أخي الكريم.

وأسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً