الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي العوامل التي تساعدني كي أصبح شجاعاً وأدافع عن نفسي؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا لدي مشكلة منذ صغري تضايقني وهي: عندما يحدث عراك ويقوم شخص ما بمحاولة ضربي أصاب بالخوف، ولا أتمكن من الدفاع عن نفسي، وتهتز رجلي أو ما يسمونه (أم الركب)، لا يمكن أن تحملني رجلي بسبب الاهتزاز، وحتى لو حاولت التظاهر بأنني شجاع فلا يمكنني السيطرة على رجلي فهي تهتز من تلقاء نفسها وليس باختياري، ولا أستطيع أن أوقفها ولا أسدد أي ضربة دفاعاً عن النفس، أقف شبه جامد من الخوف.

أعلم أن الدخول في العراك أمر خاطئ، ولكني هنا أتكلم عن الدفاع عن النفس يعني عندما يقوم شخص ما بضربي فيجب أن أتعلم كيف أدافع عن نفسي، ولا أقف جامداً ومهزوماً.

أتمنى أن لا يكون رد حضراتكم بأن العراك أمر خاطئ فأنا أعلم ذلك، فسؤالي هنا يتمحور حول الدفاع عن النفس، وليس الاعتداء على أحد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك - أخي الفاضل - عبر إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

أخي الفاضل: لن نقول لك بأن العراك أمر خاطئ؛ لأننا معك في أنه إذا تعرضت للضرب أو الاعتداء فلابد أن تدافع عن نفسك، فهذا أمرٌ طبيعي، حتى الإسلام يدعونا إلى الدفاع عن النفس بالشكل المعقول والمناسب.

أخي الفاضل: الناس مختلفون في شخصياتهم، فهناك الاجتماعي، وهناك الانطوائي، وهناك العدواني، وهناك المُسالم، إلى آخره، ليس بالضرورة أن يكون هناك صح أو خطأ، فكما يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (اعملوا فكلٌ ميسّرٌ لما خُلق له)، ولكن إذا أردتَّ أن تُغيّر الطبيعة التي فيك والتي تُزعجك فالأمر الذي يخطر في ذهني هو أن تُسجّل في دورة من الألعاب القتالية - كالكاراتيه والجودو ... إلى آخره - وخاصة أنك في هذا العمر اليافع (21 سنة) فهذا سِنٌّ أو عمرٌ مناسب لتدخل في إحدى هذه الرياضات التي ليس فقط ستعطيك الجرأة والشجاعة للدفاع عن نفسك، وإنما سترفع من ثقتك في نفسك، وشعورك بأنك قادرٌ على رد العدوان وعلى الدفاع عن نفسك.

فأرجو أن تُبادر وتسجّل في أحد الأندية، وحيث تعيش هناك العديد مثل هذه الأندية الرياضية التي يفيد أن تدخل في واحد منها، وحقيقة أنا كنت في واحد مثلها، فهي رياضات تعلِّم الإنسان الانضباط والتحكّم في نفسه، فهذا أمرٌ مفيد.

والرسول -صلى الله عليه وسلم- قرأ قوله تعالى: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة} ثم قال: (ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي)، وورد أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كان يقول: (علّموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل) أو قال: (الفروسية)، "وكتب إلى أُمَرَاءِه بالشَّامِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا الْغَرَضَ وَيَمْشُوا بَيْنَ الْغَرَضَيْنِ حُفَاةً، وَعَلِّمُوا صبْيَانَكُمُ الْكِتَابَةَ وَالسِّبَاحَةَ". فالرياضة أمرٌ هامٌّ جدًّا، وخاصة في مثل حالتك، لتتجاوز ما تعاني منه وما وصفت في سؤالك.

أدعو الله تعالى أن يشرح صدرك ويقوّي عزيمتك، ويوصلك إلى ما تحب أن تصل إليه من الجرأة والشجاعة والقدرة على الدفاع عن نفسك، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً