الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عمري (28) سنة ولم أتزوج إلى الآن، فهل أنا عانس؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة مسلمة، كل من يراني يقول لي: إنني شديدة الجمال، ولكن بشكل أو بآخر لا أتمكن من الزواج، وأمي على يقين كامل بأن ابن عمتي قد قام بفعل شيء من السحر لتعطيل أي فرصة زواج.

أنا حقاً أريد أن أتزوج وأنشأ عائلة مسلمة، أشعر بالوحدة، وتطاردني الكوابيس، أتمنى أن أفهم ماذا تفعل الفتاة المسلمة التي لا تختلط بالرجال إذا أرادت أن تتزوج؟ وماذا تفعل لإبعاد شبح كلمة عانس عن سيرتها الذاتية رغم أنها دكتورة وجميلة ولكن: "يا عيني عانس"!!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ساندي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك في الدنيا والآخرة.

ابتداءً لست عانساً -أختنا-، وسنك ما يزال مناسباً بل إنه طبيعي بجوار شهادتك العلمية، فلا تفكري في مسألة العنوسة ولا تجعليها هاجساً أمام عينيك حتى لا تضطرب معاييرك في اختيار زوجك -إن شاء الله تعالى-.

ثانياً: دعينا ابتداءً نتكلم عن الواقع دون سوء الظن، أو تحميل الغائب على السحر، أو الحسد، أو ما شابه؛ لأننا أحياناً كثيرة نفسر الأمور على غير ما هي عليه، وأنت مثال واضح على ذلك فقد توهمت أنك عانس، وأنك كبيرة في السن، وأن الرجال يبتعدون بشكل أو بآخر عنك، والحل المناسب هو وجود سحر!! هذا كلام بعيد، لذا نرجو ابتداءً إبعاده عنك، وعدم اتهام أي أحد.

ثالثاً: ما يحدث معك هو أمر طبيعي ولو تابعت موقعنا لرأيت حالات مشابهة كثيرة لحالتك، والخلل -أختنا- ليس فيكن بل في عدة عوامل ليس المجال لذكرها كلها هنا، لكن منها: عزوف الشباب عن الزواج، والحالة الاقتصادية العامة للشباب، وضعف التواصل مع المجتمع، وأمور كثيرة مساعدة.

رابعاً: ننصحك -أختنا- بما يلي:

1- الاطمئنان التام بأن من قدره الله لك لن يكون لغيرك، وأن قدومه في الوقت الذي حدده الله تعالى، وأن زوجك مكتوب باسمه من قبل أن يخلق الله السموات والأرض فقد روى مسلم في صحيحه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (أول ما خلق الله القلم، قال له: اكتب، فكتب مقادير كل شيء قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء)، وهذا يبعث على الطمأنينة.

والمؤمن يعلم: أن قضاء الله هو الخير للعبد، فالله لا يقضي لعبده إلا ما يصلحه، وقد علمنا القرآن أن العبد قد يتمنى الشر يحسبه خيراً وقد يرد الخير يحسبه شراً فقال تعالى: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)، وعليه فثقي أن الاختلاط بالرجال مع أنه محرم ولا يجوز، كذلك لا يعجل بالزواج، فلا تضعي هذا الأمر أمام ناظريك.

2- ما مضى لا يمنع الأخذ بالأسباب وعلى أهلك رجالاً ونساء متى ما رأوا الرجل المناسب أن يعرضوا عليه إن كان صاحب دين ويعلم أن هذا عز وكرامة، وإن صعب على الوالد أو الأخ فيمكن أن يدخل وسيطاً في ذلك، وعلى الأم كذلك أن توسع دائرتها الاجتماعية، كل هذا في دائرة الأخذ بالأسباب مع الاطمئنان تماماً لقدر الله عز وجل.

3- في بعض البلاد هناك خاصية التواصل مع من يطلق عليها في بعض البلاد (الخطابة) لا بأس من التواصل معها، أو من يحل محلها كالمواقع التي تديرها بعض الأخوات أو الهيئات الموثوقة، مع التحفظ في البيانات، وعدم وضع صورة لك، أو ما يخالف الشريعة.

4- الدعاء بأن يرزقك الله الزوج الصالح، واجعلي هذا في الثلث الأخير من الليل فالدعاء فيه مستجاب.

خامساً: بالنسبة للسحر والحسد قد أخبرناك رأينا لكن لا بأس من افتراض هذا ولو بصورة قليلة، وعليه فإذا كان حسداً أو سحراً فإن علاجه فيما يلي:
1- الرقية الشرعية وهي موجودة على موقعنا وموجودة بالصوت، وأفضل من يرقيك هو أنت أختنا.

2- قراءة سورة البقرة كل ليلة أو الاستماع إليها.

3- المحافظة على أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم.

بهذا -أختنا- تكونين متحصنة، وتكونين لله ذاكرة.

نسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرزقك من يسعدك في الدنيا والآخرة، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً