الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ندمت بعد تركي لعملي بسبب نوبة خوف وهلع!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

منذ فترة وجيزة فتحت شغل على قدر استطاعتي، والحمد لله كانت أموري جيدة، ومن بعدها أصابني خوف شديد! لا أكل ولا نوم، وحالة هلع شديدة تنتابني، حتى قررت إغلاق وترك العمل، وكنت متردداً، بعدها ندمت كثيراً، هل هذا قضاء وقدر أم قرار خاطئ؟

أصبحت مريضاً نفسياً، والآن لا أستطيع النوم، أرجو الإفادة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أخي الحبيب- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يصرف عنك كل مكروه.

ونصيحتُنا -أيها الحبيب- أن تأخذ بالأسباب التي تدفع بها هذا القدر الذي نزل بك، فإن أقدار الله تعالى يدفع بعضها بعضًا، وما أنزل الله داءً إلَّا وأنزل له دواء، وقد أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالتداوي، والتداوي لهذا النوع من الأمراض والآفات -أعني الأمراض التي تكون في النفس، ليس في الأعضاء الحسّيّة- التداوي لهذا النوع من الآفات يكون في مسارين:

الأول: الأدوية الروحية الإيمانية، باستعمال الرقية الشرعية، والإكثار من ذكر الله تعالى. فنصيحتنا لك أن تداوم على استعمال الرقية، والرقية تحصين وذكر ينفع سواء قد نزل بالإنسان مكروه أو لم ينزل به، فاقرأ على نفسك القرآن الكريم، وأكثر من ذلك وداوم عليه، وخصوصًا الآيات التي ورد في فضلها أحاديث نبوية، مثل آية الكرسي، والآيتين الأخيرتين من سورة البقرة، والمعوذتين، وقل هو الله أحد، واقرأ الآيات التي فيها ذكر الشفاء، كقول الله تعالى: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة}، وكقوله سبحانه وتعالى: {يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور}، وكقوله سبحانه وتعالى: {قل هو للذين آمنوا هدىً وشفاء}.

داوم على قراءة هذه الآيات وغيرها من القرآن، فالقرآن كلُّه شفاء، ولكن بعضه أفضل من بعض، فداوم على قراءة القرآن، وانفث في يديك، وامسح به جسدك، ولو قرأت على شيءٍ من الماء وشربته فهذا نافع بإذن الله تعالى. واستعمل أيضًا الأحاديث الواردة في الرقية الشرعية، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: (اللهم رب الناس أذهب البأس واشف أنت الشافي، لا شفاءَ إلَّا شفاؤُك، شفاءً لا يُغادرُ سقمًا)، ادعُ بهذا الدعاء واتفل في يديك - يعني انفث، أخرج الهواء مع قليل من الريق - وامسح جسدك، وإن استعنت بمن يُحسن الرقية الشرعية من أهل الصلاح.

هذا المسار الأول، وهو استعمال الرقية الشرعية والصبر عليها.
والجانب الثاني أو المسار الثاني هو: أن تستشير الأطباء الموثوق بهم، فلعلَّ الجسد اعتراه خلل ونقص فيما يحتاجه، فيحتاج إلى تناول ما يُعيده إلى مزاجه وطبيعته.

نسأل الله تعالى أن يشفيك، وأن يُقدّر لك الخير، ولا ترجع على نفسك باللوم والمعاتبة لأنك بدأت هذا العمل، فإنك قد أخذت بالأسباب المشروعة بطلب رزقك بالحلال، فليس فيه ما يستحق أن تُلام عليه، بل عكس الصواب، فينبغي أن تُحسن الظنّ بربك، وأن تتفاءل، فإن العُسر يعقبه يُسر.

نسأل الله تعالى أن يُقدّر لك الخير حيث كان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً