الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يهينني بالشتائم والضرب، ولا يريد المجيء لإرجاعي

السؤال

السلام عليكم.

زوجي دائماً يغلطني في كل شيء، وهو دائم العصبية معي، ويهينني ويشتمني بأقذر الشتائم، ومؤخراً -منذ شهر- ضربني على سبب تافه جداً، فغضبت وذهبت لبيت أهلي، ولكنه لم يأت للصلح؛ بالرغم من مكالمة أخي له للصلح والتفاوض، ولكنه يرفض المجيء للصلح، ويريد مني الرجوع كما ذهبت، فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nancy حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يهدي زوجك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو.

ونحب أن نؤكد لك: أن المصلحة في أن تعود الأمور إلى مجاريها، وفي أن ننتصر على عدوّنا الشيطان، ونحن لا نُؤيّد ما يحصل من الزوج من عصبية أو شتم؛ فهذا لا يمكن أن يُقبل من الناحية الشرعية، ولا نرضاه لك؛ فأنت في مقام بناتنا وأخواتنا.

لكنّنا من ناحية أخرى: ندعوك إلى تفادي ما يُثير غضبه، فالمرأة الذكية مثلك تعرف الأشياء التي تُغضب الزوج والتي لا تُرضيه، والتي تُثير عصبيته، فإذا تفادتْ هذه الأمور عاشت معه في أسعد حياة، وليس معنى هذا أننا ندافع عنه، لكننا نحب أن نؤكد لك أننا معاشر الرجال -وكذلك النساء- بشر، والنقص يُطاردُنا، فما من إنسان إلَّا وفيه جوانب إيجابية وجوانب سلبية، فعلينا أن نضخّم الإيجابيات ونفرح بها، ثم نحاول أن نتعاون معًا على علاج السلبيات، ونحاول أن نُغيّرها، فإن فشلنا نتعايش معها، ونضيّق مجاريها.

هذا الذي نحب أن نوصي به، وأرجو أن تتفهمي رفضه للمجيء للصلح لتدخُّل الأهل، ومجيء الرجل واعتذاره قد يكون الأمر صعباً عليه، خاصةً وأنك مَن خرجت وبادرت بالخروج، وفي العادة في مثل هذه الأمور الناس يقولون: (ما دامت خرجتْ وحدها فهي تعود).

وأتمنّى أن يكون هناك من إخوانك أو أعمامك من الكبار في السن من يتدخل ويأخذك ليُعيدك إلى البيت، وبعد ذلك نترك مسألة المناقشة والصلح والحوار تدار داخل البيت؛ فإن تدخُّل أطراف أخرى ليس فيه مصلحة، وقهر الشيطان يتم بأن تعودي إلى بيتك، وبعد ذلك لا مانع من أن تتظلمي وتسألي عن حقك، وتأخذي حقك.

نحن نقول للزوجة دائمًا: بأن الشريعة دعت المرأة إلى التنازل عن بعض حقوقها حتى تحافظ على بيتها وعلى زوجها، فإن العظيم قال للمرأة المتضررة: {وإنِ امرأة خافت من بعلها نشوزًا أو إعراضًا فلا جناح عليهما أن يُصلحا بينهما صُلحًا والصلح خير}، وفي الحديث أيضًا: (لا أذوق غمضًا حتى ترضى)، حتى ولو كان الرجل هو المُخطئ، فإن المرأة تُبادر بالصلح، ثم بعد ذلك تختار الوقت المناسب لتقول له: (آلمتني، أخطأت عليَّ)، تعاتبه العتاب الخفيف، وعندها يقول: (أنا آسف، كان عندي ظرف، كان عندي مشاكل في العمل، وعندي كذا وكذا)، وربما قال الكلام الذي يسرك ويفرحك ويسعدك، فيأتيك الاعتذار الذي تُريدينه.

أكرر: أرجو أن تكوني قد فهمت أنَّا لا نرضى الإهانة لك ولا لبناتنا وأخواتنا، وأنت في مقام بناتنا وأخواتنا، ولكننا حريصون على أن تستقر البيوت وتستمر، ونحب أن نؤكد لكم -وأنتم في بداية الحياة الزوجية- أن الحياة الزوجية لا تخلو من الأزمات، ولا تخلو من الخلافات، وليس هاهنا الإشكال، لكن الإشكال في أن نعطيها أكبر من حجمها، ونتذكر السلبيات، بل يجب أن نتذكّر الإيجابيات، ونزيد من القواسم المشتركة حتى تستقر الحياة وتستمر.

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً