الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

محتارة.. هل أعود مع زوجي وأترك أمي أم أبقى معها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا بعمر 25 سنةً، وأنا الوحيدة لأهلي، وليس عندي إخوة أو أخوات، خطبني ابن خالتي قبل وفاة والدي بسنة تقريباً، لأني كنت أكمل دراستي، وطالت مدة خطوبتي، بعدها توفي والدي -رحمه الله-، وبقيت لي والدتي فقط -حفظها الله-، وبعدها تزوجت، ووالدتي بقيت لوحدها، وبعد مدة شهرين عدنا أنا وزوجي للسكن مع والدتي؛ بسبب أنه لا أحد عندها، وهي مريضة.

أيضاً كون زوجي وجد عملاً هناك، ولكن بعد فترة انقطع عمل زوجي، وظل على هذا الحال مدة شهر، وزوجي وجد عملاً في مكان بعيد عنا، وأنا في حيرة هل أوافق وأعود مع زوجي لبيت أهله؟ وكيف أترك أمي لوحدها؟ فهي لا تستطيع ترك بيتها، والمشكلة أن أقاربي كلهم قاطعون لصلة الرحم -أعمامي وأخوالي-، فهم لا يصلوننا حتى بعد موت والدي.

أرجو الرد، وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وجدان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يجزيك خير الجزاء على برك بوالدتك، وأن يكتب لها السلامة ولك الأجر كاملاً.

أختنا: لا شك أن الأمر شديد الصعوبة عليك، فالزوج له حقه، ولك أيضاً الحق في الحياة معه، والوالدة لها حقها، وفوق ذلك لا أحد يساعدها، وعليه فإننا نوصيك بما يلي على الترتيب:

أولاً: الاجتهاد في إقناع زوجك بالمعروف أن ينقل عمله قريباً من بيت أمك ولو براتب أقل، ويحتسب هذا عند الله تعالى.
ثانياً: أن تقنعي الوالدة أن تنتقل هي إلى الحياة معكم في البيت بجوار عمل زوجك.

ثالثاً: أن تجتهدي في الإصلاح ما بين أخوالك وأمك، ويمكنك أن تختاري الأقرب منهم أو أقلهم سوءاً.
رابعاً: أن تجعلي أحدًا من جيرانها يهتم بها ولو بالمعاوضة المادية.

خامساً:أن توازني بين جلوسك مع الزوج وزيارتك لأمك؛ مع عدم التقصير في حق زوجك وحق والدتك.

هذا ما نراه -أختنا- ونوصيك به على الترتيب، كما نوصيك بما يلي:

1- الإحسان إلى الزوج قدر المستطاع.
2- شكره والمبالغة في ذلك كلما أعانك على بر والدتك.
3- التغافل عن أخطائه قدر المستطاع.
4- احتساب الأجر لله تعالى، واعلمي أن طاعتك لزوجك وبرك بأمك من أعظم القربات إلى الله تعالى.

نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يجزيك خير الجزاء، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً