الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخو زوجتي سيئ ومعاملته سيئة مع أمه، كيف أنصحه؟

السؤال

السلام عليكم.

حماتي من أصل عائلة ملتزمة، وهي ملتزمة جداً، وابنها فاسد يتعرف على صحبة سيئة، ويقول سأجرب وسأرجع لفطرتي، والموضوع كل يوم يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، والمعاملة مع والدته كل يوم تسوء عن قبل، فكيف أنصحه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك أخي الكريم في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به إنه جواد كريم.

أخي الكريم: لا شك أن انحراف الشاب الذي نشأ نشأة دينية يكون سيئاً جداً، خاصة إذا كانت النشأة في بيئة قاسية عليه، أو وجد صحبةً سيئةً تدفعه للسوء، ومثل هذا الشاب يحتاج إلى جهد كبير للرجوع، لكن الرجاء أن يعود سريعاً.

إننا ننصحك أخي بما يلي:

1- عدم قطع الأمل في الله أن يهديه، وأن يترسخ هذا في عقول أهل البيت.

2- الحذر من التعامل معه على أنه إنسان فاسد، لأن هذا قد يدفعه إلى المزيد من الفساد، بل التعامل معه بتوازن، مع تذكيره بما كان عليه من هدى وصلاح ودين.

3- التودد إليه من قبل أهل البيت والاهتمام به، وإشعاره بأنه شيء غالٍ، وأنكم جميعاً حريصون جداً عليه، وبروز الخوف عليه أمر هام، وأعني بالبروز الظهور العلني، فلا يكفي أن تتوجع العائلة لألمه، بل أن تظهر له ذلك في قالب من الحب والود، فإن من أعظم الأمور التي تجعل الشاب ينجرف من غير تمني الرجعة إلى الطريق القويم، أن يتسرب إليه عبر الفهم الخاطئ أو أصدقاء السوء أنه أصبح منبوذاً في بيته وأهله، هذا يولّد عنده الاحتماء بقرناء السوء وعدم التفكير -حتى مجرد التفكير- في العودة إلى الطريق المستقيم.

4- زرع الثقة بنفسه من جديد، وإخباره بطرق عملية غير مباشرة أنه قادر على التغيير، وأنه يستطيع أن يفعل ما يريد لو كانت عنده الإرادة، وهذا يتأتى بمدحه عند الصواب وتضخيم ذلك، والتغافل عن بعض الأخطاء.

5- صرف طاقاته إلى الرياضة، لا سيما التي يحبها إن وجد، والحرص على المواظبة عليها.

6- لا شك أن له صحبة صالحة نشأ معها، نريدكم أن تبحثوا عن أقربهم إلى قلبه، والتواصل معه من جديد ليجدد صحبته معه، على أن يكون ذلك بعيداً عنكم.

7- محاولة تقوية الوازع الديني بطريقة هادئة مع التحفيز المعنوي، والتواصل مع بعض المشايخ أو الدعاة الذين يعرفونه أو يحترمهم بحيث يهتمون به أو يحدثونه.

8- لم تتحدث معنا عن الوالد، فإن كان على قيد الحياة فلا شك أن له دوراً كبيراً ينبغي ألا يتغافل عنه، وهذا الدور يقوم على المصاحبة، وحديث الوالد مع الولد له أثر كبير في نفسيته، سيما إذا ذكره بالأمور الإيجابية التي كانت عنده صغيراً، وإن كان الوالد متوفياً أو مغيباً فيجب أن تتواصلوا مع أعمامه أو أخواله، وبالتحديد من يحبهم ويحترمهم، على أن يكون كذلك بطريق غير مباشر.

9- لا ننصحك أخي وأنت زوج أخته أن تأخذ منه موقفاً حاداً، أو تمارس معه دور الناصح إذا كنت في سن متقارب، بل يكفى أن تجعل العلاقة بينكما قائمة على الاحترام، وأن تحرص أن توصل له رسائل بأنك لا تعرف عن أموره السيئة شيئاً، اجعله يتوهم أنك لا تعرف عنه إلا الخير، حتى لا يتجاوزك في البيت، ولا يجاهر بالمعصية.

وأخيراً كثرة الدعاء له في ظهر الغيب أن يصلحه الله -عز وجل-، والله لا يخيب عبداً رجاه، نسأل الله أن يهديه وأن يرزقه الطريق المستقيم، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً