الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي يكلم نفسه ويقضي معظم الوقت في غرفته، ما تشخيص ذلك؟

السؤال

السلام عليكم

أخي تصرفاته غريبة، فهو يقضي معظم اليوم في غرفته، ونادراً ما يتفاعل معنا، لاحظت لمدة طويلة أنه يتكلم في الغرفة أو في الحمام، في بادئ الأمر ظننت أنه يتحدث عبر الهاتف، ولكن تبين لي لاحقاً أنه يكلم نفسه.

إلى جانب ذلك فهو يسهر الليل كله ويستيقظ متأخراً، وأول ما يفعله عند الاستيقاظ، الجلوس على كرسي في حديقة المنزل، ويتخذ وضعية التأمل، يكرر هذا الفعل مساءً عند ساعة متأخرة، كما أنه حريص على شراء أعواد البخور وإشعالها يومياً.

كما لاحظت أيضاً أنه يقف وراء الباب، ويتنصت على أحاديثنا، وعلى الرغم من محاولاتنا فهم ما يحدث معه، فهو لا يتجاوب معنا.

لدي إحساس عميق أنه منغمس في ممارسات لها علاقة باليوغا، أو التنمية البشرية الخاطئة.

ساعدوني أرجوكم، أخي لم نعهده كذلك، أصبح شديد الإهمال لمنظره، وحتى غرفته كئيبة، وتسودها الفوضى، أعواد البخور وقصاصات الأوراق، والثياب متناثرة في كل أرجاء الغرفة.

جزاكم الله كل خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أختنا الفاضلة- عبر إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال، وكنت أتمنى أن تذكري لنا عمر أخيك؛ لأن الأمراض النفسية قد ترتبط بعمرٍ مُعيَّن.

قرأتُ سؤالك أكثر من مرة، وواضح أن هناك بعض المؤشرات عند أخيك، والتي تُشير إلى مرض أو اضطراب نفسي، سواء كان عابرًا أو متأصِّلاً، فقد ذكرتِ عددًا من الصفات، كالتصرفات الغريبة، والانعزال في غرفته، وعدم التفاعل مع الآخرين، وأنه يُكلِّم نفسه، وكثرة التأمُّل لوقت طويل، ومحاولة التنصُّتِ على أحاديث الآخرين، والإهمال الشديد لنفسه وغرفته التي يعمُّها الفوضى.

الذي أنصح به -أختي الفاضلة- أمران:
الأمر الأول: أن تنتبهوا إلى خطورة إشعال البخور، فلا سمح الله قد يُؤدي هذا إلى حرائق، فأرجو منك الانتباه لذلك.

الأمر الثاني: كي نطمئن أن أخاك معافى أنصح بعرضه على طبيب الأسرة، طالما أنكم في بريطانيا، ما يُسمَّى بطبيب الأسرة (GP) حيث لابد من أن يقوم شخصٌ بتقييم حالته النفسية، ووضع التشخيص المناسب إذا كان هناك مرض، وبالتالي لابد من العلاج ليخرج من هذه الحالة التي هو فيها.

أخيرًا: لا أدري عن موضوع اليوجا أو التنمية البشرية التي وردتْ في سؤالك، إلَّا أن الموضوع أكبر من هذا، فلابد من عرضه على طبيب الأسرة، لنصل إلى الجواب الشافي، حتى نساعد أخاك على الخروج ممَّا هو فيه.

أدعو الله تعالى له بالصحة والعافية، وأن يُلهمكم حسن التصرف مع هذا الموقف، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً