الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوتر بسبب مشاكل الخطاب

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
أنا أعيش حالياً فترة صعبة في حياتي، ومحتاجة للمساعدة، فلقد مررت بظروف صعبة، وضغوط شديدة، وهي أني طوال سنوات الكلية، كان لي حلمان أو هدفان في حياتي:
الأول: أن يتم تعيني في الكلية.
والثاني: أن أرتبط رسميا بزوج.

وبعد انتهاء الكلية، وظهور النتيجة، كانت الصدمة الأولى أني لم أتعين في كليتي! رغم تفوقي ومحافظتي على ترتيبي في كل سنة، وذلك بسبب تقدم أحد الطلبة في درجات السنة الأخيرة، فعشت طبعاً الصدمة بكل معانيها، وإحساسي بضياع حلمي.

وأدى هذا إلى أن أتمسك بحلمي الآخر، وهو أني كنت مرتبطة بزميل لي في الكلية منذ 4 سنوات، ومنذ البداية وكل منا يراعي الحدود، يعني الكلام في الجامعة فقط -والحمد لله- كنا نخاف ربنا، يعني أنه كان لنا مبدأ معين تقريباً.

ولم يكن يوجد بيننا مسك يد، ولا نجلس في مكان وحدنا، لازم يكون حوالينا ناس، وكنا نشجع بعضنا على الشيء الصحيح وسيكون لنا وقفة لو في شيء غلط، والحمد لله، كنا معرفين أهلنا، (يعني كل واحد قد كلم أهله عن الموضوع).

وتقريباً بعد سنتين من ارتباطنا كانت العائلتان تعرف عن الموضوع، ولكن أنا بداخلي تعبانة جداً، لأني قربت من الله والتزمت في اللباس وفي المحافظة على السنن وقراءة القرآن، والعائلتان تعرفان الموضوع، لكن أنا كنت بداخلي أخاف من علاقتنا هذه أن تضعف العلاقة مع الله.

المهم المشكلة بدأت بعد انتهاء المرحلة الجامعية! فالمشكلة الكبيرة هي الجيش، فلم نكن نعمل حسابه بجد؛ لأنه صغير في السن عن دفعتنا، وأنا أعرف أن هذا غلط، والواحد لازم يأخذ احتياطه، ولكن هذا الذي حصل.

والمهم حاول يخبر والده لكي يتقدم لي، فرفض والده بسبب أنه لم يشتغل إلى الآن، وحاول أحد الأقرباء أن يتوسط ويتكلم مع والده، ولكن لا فائدة. وأنا ووالدي متفقان على أنه لابد أن يشتغل، وحضر والده وأخبر والدي عن سبب الرفض، وأنه لابد أن يعمل، فدخل الجيش لكي يكون نفسه.

ووعد والدي بالزيارة، ولكنه لم يحضر بحجة أن عنده ظروفاً جدت في شغله، وضقت منه، فصليت استخارة على الموضوع، وتقدم لي شخص آخر، كنت أريده يمشي في الموضوع هذا، لكي أحس أني رديت على الموقف البايخ الذي حصل، فصليت استخارة على الشخص هذا! فالموضوع أغلق لوحده من بعد، وأنا رافضة الكلام مع الشخص الذي كنت مرتبطة به، رداً على الموقف الذي حصل منه من شهر 9، مهما يحاول يكلمني فأنا أخذت منه موقفا، وصليت استخارة على هذا الموضوع، هل أقفله أو لا؟

وتقدم لي عريس آخر، فلما صليت استخارة على هذا العريس، فكرت في الموضوع، لكي أرضي أهلي، فضل موضوع العريس معلقاً قليلاً، وخلال هذه الفترة كان عندي امتحانات الترم الأول في التمهيدي.

وعندما أنهى خدمته في الجيش، حاول الاتصال بي وأنا رفضت، فكلم إحدى صديقاتي، وقال لها: أنا أعرف أني غلطان! وأنا سأحاول أشتغل بسرعة وأتقدم لها، وبهذا أكون قد حققت لوالدي الشرط الذي يريده! وقلت لها: الموضوع انتهى، لأنى كنت حاسة أني يلزمني رد الإهانة التي حصلت، فأوصلت له: إن الموضوع انتهى بالنسبة لي، فقال لها: أنا جاد في التقدم لها، فقلت له: خلاص.

المهم طول هذه الفترة كنت أصلي استخارة على الذي كان تقدم لي، وأنه حصلت ظروف والموضوع أغلق.

ثم رجع هذا الشخص وكلم صاحبتي مرة ثانية كي يعرف أخباري ويطمئن إذا كنت ارتبطت أو لا؟ وهي ما زالت تصده عني بناء على قراري، وهذا الكلام منذ شهرين.

بصراحة أنا كنت أفكر في الذين يتقدمون، لأني فقدت الأمل! وقلت أي زواجة وخلاص، المهم لقيت نفسي أفكر في الموضوع، ولست قادرة على أن أنساه رغم هذه المدة التي مرت.

حصلت ظروف ونزلت الكلية لفترة، فرأيته! وطبعاً لم يكن يوجد كلام، ونزلت مرة ثانية، وهو يعرف ومتأكد أني سأنزل في هذا اليوم، وحصل أمامي موقف انصدمت به! لقيته واقفاً مع بنت في المكان الذي يعرف أني موجودة فيه! وممكن أن يكون هذا شيئاً عادياً، أن يكون ولد يقف مع بنت، لكن بالنسبة له ليس عادياً؛ لأنه من طبعه لا يكلم البنات تماماً.

بعد الذي رأيته قررت أن أقفل الموضوع، وأنساه تماماً، لأني أعطيته أكثر من فرصة، وهو لم يقدر! وقلت: الذي كتبه ربنا سيكون، والحمد لله مقتنعة أن هذا نصيب، وكذلك التعييين نصيب!.

المشكلة أني كنت متعلقة به بشكل قوي جداً، وفي صدري صورة مثالية له في الإخلاص والثقة والطيبة وكل حاجة، وعيوبه كنت أحاول أتقبلها وأعديها.

ولم أخبر أهلي لأنهم ساعدوني، وتركوا القرار لي، فكنت لا أريد أن أحسسهم بشيء أو أضايقهم أكثر من كذا. المهم أنا أعيش فترة صعبة جداً، وظهرت نتيجة الترم، وعرفت أن عندي مادة، لا أعرف ماذا أعمل؟
نفسي أعيش حياتي مثل أي بنت! أفرح من قلبي وأنسى حزني وألمي، وأخرج من الذي أنا فيه، ويبقى في صدري هدف جديد أسعى له.

أشعر أني تائهة من كثر قلقي وتفكيري، بدأ يحصل لي شيء بجد وهي:

أني عندما أكون قاعدة في أي مكان لا أعرف الناس الذين حولي، مثلاً في المواصلات، أكون متوترة جداً ومكسوفة، وألاقي حركة غريبة تحصل لي ( رعشة خفيفة ) خاصة لو كنت قاعدة قريباً من ولد أو رجل! وعندما يحصل لي هذا أتوتر كثيراً.

أنا أحببت أن أوضح الصورة كاملة، لكي تساعدوني، ولكم جزيل الشكر.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Ganh حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنّه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يُسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يوفقك لخير الدنيا والآخرة.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فكما يقول الناس: (لا حب إلا للحبيب الأول) فمهما حاولت نسيان هذا الأخ فلن تستطيعي ذلك بسهولة؛ وذلك نظراً لطول مدة التعارف والانسجام، ومن خلال رسالتك تبين لي أن هذا الأخ ما زال هو أنسب شخص لك، وأن موقفك كان به شدة وتعالي أدت به إلى أن يتصرف تصرفات ليست من طبيعته، لذا أرى أنه إذا ما اعتذر مرةً أخرى أو فتح الموضوع وأبدى رغبته في العودة والارتباط الشرعي أن تقبلي ذلك منه، وألا تتشددي في موقفك؛ لأنك بذلك تضحكين على نفسك، فقلبك معه وعقلك عليه، وهذا هو التيه والضياع وسبب التوتر الذي عندك، فما دام بهذا المستوى من الأخلاق والالتزام فلا ترديه، وأسرعوا بإنهاء إجراءات الزواج، وعندها سوف يذهب عنك هذا التوتر، وتتفرغي قلبياً لمواصلة دراستك إن شاء الله، ولا مانع من أن ترقي نفسك رقيةً شرعية فهذا خيرٌ وبركة.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد والسعادة في الدارين.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً