الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إيماني ضعيف وليس لدي أصدقاء وأكره الحياة!

السؤال

السلام عليكم.

عمري 18 سنة، أكره حياتي، وأريد أن أنتحر، وإيماني ضعيف، الأفكار الانتحارية تسيطر على حياتي، لماذا خلقت؟ حشرة مثلي ليس لها قيمة، لم أطلب أن أُولد ضغطاً، لا أعرف شيئاً، حتى في الدراسة فاشل، لا أملك الأصدقاء، أريد الموت، وأريد حلاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -بني- عبر إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا من فلسطين ندعو الله تعالى لكم إخواننا بفلسطين بالفرج عما قريب بإذن الله تعالى.

نعم بني يمكن لصعوبات الحياة وتحدياتها وما أكثرها عندكم في فلسطين، يمكن لكل هذه التحديات والعقبات أن تجعل الإنسان يطرح أسئلة كالتي وردت في سؤالك عن سبب خلقك وإيمانك، وتعيد النظر في كثير من الأمور، بل قد يصل الإنسان إلى مرحلة يفكر فيها بإنهاء حياته -لا قدر الله- بني إن كتابتك إلينا بهذا السؤال تشير إلى أنك حريص على هذه الحياة وعلى أن تعيش كشاب مؤمن بالله -سبحانه وتعالى- بالرغم من الصعوبات والتحديات.

دعني أقول لك: إن ما تمر به هي مرحلة عابرة ستتجاوزها كما تجاوزها كثيرون من قبلك، نعم يؤسفني أن أقول إن ما ذكرته في سؤالك ذكره كثيرون غيرك، إلا أنهم من خلال التوكل على الله تعالى ومن خلال التصميم واتخاذ الخطوات السليمة استطاعوا أن يخرجوا من هذه الحالة كالتي أنت فيها.

ما هذه الخطوات التي أتحدث عنها؟

لا شك أن هناك أموراً كثيرة على الإنسان أن يقوم بها ليشعر بغاية وجوده ويقوم بما خلقه الله تعالى من أجله، منها حسن التقرب من الله -سبحانه وتعالى- والمحافظة على العبادات؛ لأنها تريح ضمير الإنسان (إلا بذكر الله تطمئن القلوب).

وثانياً: التواصل مع الأسرة والأقرباء والأصحاب الصالحين؛ لأن الإنسان كما يقال مخلوق اجتماعي يحب التواصل مع الناس؛ فالتواصل مع الناس يمكن أن يفتح للإنسان آفاقاً لم يكن يدركها عندما كان منعزلاً.

الأمر الثالث والهام بني: هو ملء الوقت بالأمور المفيدة، أنت في الثامن عشر من العمر، ولم تذكر لنا طبيعة عملك أو دراستك، فهل يا ترى أنت في المدرسة أو الجامعة، فإذا كان فأرجو أن تركز على هذا، وإذا لم يكن؛ فليس التعليم هو السبيل الوحيد، وإنما ربما عمل أو مهنة تمتهنها لتعيش من خلالها وبالتالي ستشعر بالراحة والاطمئنان.

أرجو منك بني أن تهتم بالأمور الثلاثة، وأرجو أن نسمع منك أخبارك الطيبة، ولا تنسانا من صالح دعائك، داعين الله تعالى لك براحة البال وسلامة الصدر والاطمئنان إلى الحياة الكريمة.

أخي، إذا تعذر القيام بكل هذا لا تتردد في استشارة طبيب أو أخصائي نفسي ممن يمكن أن يعينك على الخروج مما أنت فيه.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً