الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مميزات الشخص الذي يمكن الاعتماد عليه والوثوق به

السؤال

منذ أكثر من 19 عاماً ولا أزال أعاني من هذه المشكلة، فحينما أثق بشخص (صديق - زميل عمل - جار) أتفاجأ بأنني كنت على خطأ، في حين أن بعضاً ممن حكمت عليهم مسبقاً حكماً سلبياً كانوا أفضل بكثير من المجموعة الأولى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود أبو صلاح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يبعد عنك أهل السوء والشر والفساد.
فإن الناس معادن –يعني فيهم الذهب والحديد والصفر– خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، وحق للإنسان أن يبتعد ويخاف ممن يعصي الله كما قال عمر رضي الله عنه لابنه: ( واحذر صديقك إلا الأمين، ولا أمين إلا من خاف الله ).

والإنسان يرتفع بطاعته لله ومراقبته له وبحرصه على تقواه ((إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ))[الحجرات:13] كما أن الصلاة هي الميزان كما كان بعض السلف يسميها، فهي ميزان للإنسان في الدنيا فمن حافظ عليها فهو لما سواها أحفظ ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، وهي الميزان في الآخرة لأنها أول ما يحاسب عليه الإنسان في عمله فإن صلحت صلح سائر العمل.

ولكننا نخطئ حين نسرع في حكمنا على الأشخاص قبل أن نختبرهم، كما قال عمر لذلك الرجل الذي أراد أن يضمن أحد الناس: فأنت جاره الذي يعرف مدخله ومخرجه؟ قال الرجل: لا! فقال عمر: فهل سافرت معه؟ فقال الرجل: لا، فقال عمر: فهل تعاملت معه بالدرهم والدينار؟ قال : لا، قال فاذهب فإنك لا تعرفه.

والذي نفهمه من هذا الحوار هو أن الإنسان يعرف حال جاره وحرصه على العفة ورغبته في الحلال ورعايته لأهله والعيال، ويعرف من خلال السفر معه أخلاقه وتعامله مع الناس، فإن السفر يسفر عن أخلاق صاحبه، ومن خلال التعامل معه بالدرهم والدينار تظهر أمانته.

ومن هنا فإننا إذا حاولنا أن نشير إلى الصفات المهمة في الشخص الذي نعتمد عليه ونثق به فإنها كما يلي:
1- حرصه على الصلاة وارتياده للمساجد.

2- التزامه بشعائر الإسلام وآدابه الظاهرة .

3- علاقته بوالديه وبأرحامه وأهله.

4- الأصدقاء الذين يدورون حوله.

5- حرصه على طلب الحلال ومراقبته لذي العظمة والجلال.

6- البيت الذي يخرج منه والأسرة التي ينتمي إليها، مع ضرورة الإنصاف، وتذكر أنه لا تزر وازرة وزار أخرى، ولكن لابد من أخذ ذلك في الاعتبار.

7- انضباطه في العمل وتعامله مع الآخرين.

8- علاقته بكتاب الله وحرصه على الخير.

9- عفة لسانه ونواياه تجاه الآخرين.

10- غضه لبصره وبعده عن الفواحش.

مع قناعتنا أن الإنسان لا يجد إنساناً بلا عيوب، ولكن طوبى لمن تنغمر سيئاته في بحور حسناته، وكفى بالمرء نبلاً أن تعد معايبه، وأنت كالسوق تحمل إليه البضائع الرائجة فاجعل الصدق رائجاً في مجلسك وعمر حياتك بالإيمان والذكر وسوف يأتيك أهل الطاعة والشكر، واعرف الحق تعرف رجاله، وردد في يقين (اللهم حببنا إلى الناس وحبب إلينا الصالحين منهم).

والله ولي التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً