الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي لا يتفهم متاعب الحمل التي أمر بها، فماذا أفعل؟

السؤال

أنا حامل بمولودي الثاني، وفي فترة وحام، وأشعر بتعب شديد وإرهاق خصوصًا بأن ابنتي الأولى صغيرة، فعمرها سنة و١٠شهور، وأقوم برعايتها، وتركت بعض المهام مثل الطبخ؛ لأني لا أشتهي الرائحة، لكن الآن لي أسبوع أعاني من إمساك وبدأت المنطقة -أكرمكم الله- بالانتفاخ، وبدأت فيّ أعراض البواسير.

زوجي يعلم بكل ما مر بي، وطلبني للفراش، وامتنعت خشية على نفسي من الضرر ومن الألم، وغضب غضبًا شديدًا عليّ، وقال كل النساء يحملن ويلدن، ولا يتركن حق أزواجهن، ومثل على ذلك بأمي، يقول: كوني مثلها، وهو لا يعلم بحالها، أمي كبيرة، ولم يرها وهي حامل؛ لأني لي سنتان ونصف فقط متزوجة.

وقال: "إني لا طاقة لي، ولا صبر أكثر من ذلك، أنتِ أهملتني، وأهملت البيت والطبخ، ولا تعطيني حقوقي، وحقي في الفراش"!

علمًا بأني والله أجاهد نفسي في طاعته، وأحيانًا أطبخ له ما تيسر من الأكل الخفيف، وأغسل له ملابسه وأكويها إذا خف عليّ الألم.

ما الذي أفعله معه؟ وهل أنا آثمة في امتناعي عن الفراش لأجل مرضي الآن؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك - ابنتنا الكريمة - في استشارات إسلام ويب.

أولاً: نسأل الله تعالى أن يَمُنَّ عليك بالإعانة والتيسير، ويُعجّل لك بالشفاء من كل مرضٍ وألمٍ.

ثانيًا: نوصيك - ابنتنا الكريمة - بأن تبذلي أقصى ما تقدرين عليه من المحاولة لإسعاد زوجك والقيام بحقوقه ما لم يحدث لك ضرر، وننصحك بأن لا تدققي وتقفي عند حدود الإثم، فهناك فرق بين أن تكوني حريصة على ألَّا تقعي في الإثم فقط، وبين أن تبذلي وسعك في محاولة إرضاء زوجك وإسعاده.

ونصيحتنا لك أن تسلكي السبيل الثاني والأسلوب الثاني وإن ضغطت على نفسك قليلاً ما لم يحدث لك ضرر، فإن نفور زوجك منك وبرود مشاعره تجاهك سيعود عليك بالضرر في مستقبل أيامك، وربما تحاولين بعد ذلك استعادة هذه المشاعر التي يعيشُها الآن تجاهك فلا تقدرين، والقلوب متقلِّبة، وكما قال الشاعر: (وهل سُمّي الإنسان إلَّا لنسيانه ... ولا القلبُ إلَّا لأنه يتقلَّبُ).

فننصحك أن تبذلي أقصى ما تقدرين في استرضاء زوجك والحفاظ على تعلُّقه بك، وما تعجزين عنه أو يُحدث لك ضرر فإن الأسلوب الأمثل هو مصارحة الزوج بلطف ورفق ولين بأن هذا فيه ضرر، وأن النساء مختلفات في أنواع الضرر، وليست النساء سواء، وهو إذا رأى منك المبالغة في بذل ما تقدرين عليه فإنه سيعذرك عمَّا لا تقدرين عليه.

هذا النُّصح - أيتها البنت العزيزة - لتصلي من خلاله إلى الحال الأفضل، المحافظة على قلب زوجك وكسبه وكسب حُبّه لك، أمَّا إذا سألت عن حدود الإثم فإن الضرر مرفوع في الشريعة الإسلامية، وقد جاء في الحديث: (لا ضرر ولا ضِرار)، فلا يجب على المرأة أن تُجيب زوجها للفراش إذا كانت تتضرر بذلك، ولكن ليس لها أن تمنعه من الاستمتاع الذي لا ضرر فيه.

وأمَّا الخدمة فكذلك الخدمة واجبة على الزوجة لما جرى به العُرف والعادة في المجتمع، وفي حدود القدرة أيضًا حيث لا ضرر.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن ييسّر لك الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً