الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم التوفيق في الحياة هل سببه عدم الوفاء بالعهد؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

قبل سنوات وعدت الله بشيء ما، ودعوت في سجودي -إذ أحسنت التذكر- إن لم أفِ بوعدي أن أنال عدم التوفيق بحياتي أو عدم النجاح، وللأسف لم أستطع أن أفيَ بوعدي، وأشعر أنني غير موفق في حياتي حتى هذه اللحظة.

أريد الحل، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ibrahim حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوص ما تفضلت به فاعلم بارك الله فيك ما يلي:

أولاً: لا شك أن العهد واجب النفاذ، والعبد مأمور بالوفاء به لا سيما إن كان ذلك في ترك الحرام؛ قال تعالى: (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) {النحل:91}، وقال -عز وجل-: (وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا). {الإسراء:34}.

ثانياً: كفارة نقض العهد أخي التوبة العاجلة، والندم الصادق، والعزم الحازم على عدم العودة، وبعض أهل العلم قالوا وعليه مع ذلك كفارة يمين كما قال ابن قدامة: (وإذا قال: عليَّ عهد الله وميثاقه لأفعلن، أو قال: وعهد الله وميثاقه لا أفعل، فهو يمين).

ثالثاً: العهد إذا كان مجرد حديث نفس لم تتلفظ به: فليس عليك شيء، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله تجاوز لأمتي عما وسوست أو حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تكلم). رواه البخاري، ومسلم.

رابعاً: التعليق الذي ذكرته من عدم التوفيق إن لم تفعل، هذا سلوك منك خاطئ لأن فيه دعاء على النفس، وينبغي عليك ألا تنتهج هذا المسلك، ولكن اعلم أن مثل هذا التعليق أو الدعاء على النفس بالشر لا يستجاب، وهذا من رحمة الله بالعبد قال سبحانه: {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ} [يونس: 11] وقال تعالى: {وَيَدْعُ الإنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإنْسَانُ عَجُولًا} [الإسراء: 11]. قال بعض أهل العلم: فقد أخبر - سبحانه وتعالى - عن عَجَلة الإنسان، ودعائه - أحيانًا - عَلَى نفسه أو ولده أو ماله بالموت، أو الهلاك والدمار واللعنة، ونحو ذلك، فلو استجاب له ربُّه، لهَلَكَ بدعائه.

خامساً: ننصحك بأن تترك هذه الأفكار وأن تنظر إلى حياتك نظرة فاحصة، وأن تضع خطة للنجاح، وأن تبذل قصارى جهدك، وثق أنك متى ما بذلت ما عليك فإن الله سيوفقك ويكتب لك الخير.

فانهض -أخي الكريم-، وأحسن في الله الظن، بارك الله فيك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً