الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي الوسائل التي تعين على التوكل على الله وتقوية الإرادة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أرجو منكم أن تقدموا لي النصحية في كيفية التوكل على الله بمعنى ما هي الطرق التي يجب اتباعها حتى أتوكل على الله عزوجل؟

وهل هناك أحاديث واردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم في التوكل على الله أو أدعية خاصة بهذا الموضوع؟

أرجو أن تفيدوني، وجزاكم الله خيراً.

وكذا عندي مشكلة أخرى: أنا طالب جامعي أدرس في كلية الطب، وكما هو معلوم فإن هذه الكلية تحتاج إلى مجهود في الدراسة، وتعتمد على تنظيم الوقت والأفكار؟

المشكلة ليست هنا حيث أني أجيد تنظيم برنامجي ووقتي وأضع جدولا لدروسي يمكنني من المتابعة بشكل منتظم، لكن المصيبة تكمن في أنني لا ألتزم بهذا الجدول، وأهدر الوقت بلا فائدة، فكيف لي أن أزيد من إرادتي وأقوي عزيمتي على الالتزام بدروسي، وبدون إضاعة وقت.

أرجو أن تفيدوني بأقرب وقت؛ لأن الامتحانات أصبحت قريبة، وجزاكم الله خيراً.




الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن أساس التوكل هو المعرفة بالرب سبحانه وبصفاته، مثل قدرته وكفايته وقيومته، وانتهاء الأمور إلى علمه، وصدورها عن مشيئته وقدرته، وهذه المعرفة هي أول درجة يضع بها العبد قدمه في مقام التوكل.

واعلم أنه لا يستقيم توكل العبد حتى يستقيم له توحيده، بل إن حقيقة التوكل هي توحيد القلب، وعليه فإن التوكل هو اعتماد القلب على الله، واستناده إليه وسكونه إليه، وواهمٌ من ظن أن التوكل لا يصح إلا برفض الأسباب، ولكن المتوكل هو الذي لا يعول على الأسباب وإنما يأتي بها ثم يتوكل على الوهاب .

وقد ذكر ابن الجوزي أن رجلاً أراد أن يحج دون أن يعمل معه الزاد، وأخبر الإمام أحمد بما عزم عليه، وحاول الإمام أحمد أن يقنعه بضرورة أخذ الزاد؛ لأنه عمل بالأسباب، فلما رفض الرجل قال له الإمام أحمد: فلا تسافر مع القافلة، فرفض الرجل ذلك، فقال له الإمام (فعلى زاد أهل القافلة توكلت)، ولا شك أن الرجل سوف يسقط من الجوع والعطش فيطعمه من معه ويسقيه!

وقد قال الله لمريم: ((وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ)) [مريم:25]، وهذا أمرٌ لها بالأخذ بالأسباب، ولو شاء سبحانه لألقى إليها التمر دون أن تهز النخلة، ولكن كل شيء له سبب، ووجد الفاروق عمر مجموعةً من الناس يزعمون أنهم متوكلون وتركوا العمل وتفرغوا للعبادة، فقال لهم: بل أنتم المتواكلون، فإن المتوكل هو الذي يغرس الحبة ثم يتوكل على الله، وقد أمر الرجل أن يعقل ناقته ثم يتوكل على الله.

فلا يجوز ترك الأسباب، ولا ينبغي التعويل على الأسباب، وما كل عامل بمرزوق، ولو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصاً وتروح بطاناً.

ومما يُعينك على التوكل ما يلي:

1- إخلاص التوحيد لله.

2- الفهم العميق لقضية القضاء والقدر.

3- قراءة سير الأنبياء فهم سادة المتوكلين.

4- معرفة الثمار الطيبة التي يجنيها من يتوكل على الله.

5- المعرفة بالله العظيم.

6- الإيمان العميق بالغيب.

أما بالنسبة لتنظيم وقت الدراسة، فنحن ننصحك فيه بما يلي:

1- اللجوء إلى من يجيب من دعاه.

2- المواظبة على الصلوات والاستفادة من الأسحار والبكور.

3- الارتباط بالجادين المهتمين الصالحين من الطلاب.

4- وضع البرنامج المعقول للدراسة؛ وذلك لأن بعضهم يضع برامج صعبة التنفيذ فيصاب صاحبها بالملل، ثم ينقطع، (فإن المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى)، وحتى في الطاعات والعبادات أمرنا أن نكلف بالعمل الذي نطيقه.

5- إعطاء النفس حظها من حقها من الراحة، ولا بأس بشيءٍ من الترفيه.

6- تنويع طرق وأساليب المذاكرة وأماكنها.

والله الموفق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر حليمة

    بارك الله بكم حتى الإجابات على الأمور الدنيوية

  • عصام

    ممتاز

  • شروق

    جزاكم الله خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً