الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التعامل مع الأخت المغرورة المؤذية للآخرين

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.
أعاني من تسلط أختي وتصرفاتها السيئة، مشكلتي تتلخص فيما يلي:

أختي متزوجة ولديها 4 أطفال، لكنها تسيء لغيرها كثيراً، حتى إنها لا تبالي إن جرحت إحساس أحد، ولو كان ذلك الشخص أمها! تتعامل معنا بمادة تعرف بـ(خذ وهات) فقط، وكل معاملاتها من حيث هذا المبدأ، وعندما تزور أحداً تتباها في الهدية التي أخذتها، وتطلب أن يرد مثلها أو أغلى، وإلا ستقيم الدنيا ولا تقعدها، وكأنها تقول خذ هديتي اليوم سلفاً وردها غداً! كما أنها غيورة جداً لدرجة أن تتمنى زوال ما عندك من نعمة!

وهي كثيرة التعليقات التافهة، كثيرة التلميحات، ودائماً تتدخل في أمور لا تعنيها، مما جعل الكثير ينفر منها، ويمقت كلامها وتصرفاتها، وتفرح إذا ما رأت أن أحداً من العائلة متخاصم مع أخاه، وتسعى لبعث الغل والكراهية بين اثنين، كما تتمنى أن يقول عنها الكل: إنها جميلة وغنية، ولا تحب أن يكون أحد أحسن منها مالاً وجمالاً إلا وتشن عليه حرباً حتى تفقده صوابه، وأنا ضقت منها ذرعاً، وأريد أن أوقفها عند حدها بطريقة لبقة.

أعينوني لكي أتصرف بحكمة وأوقفها عند حدود لا تتجاوزها من دون مشاكل، علماً أنها تبالغ في التدخل، وتحاول السيطرة، وتحب أن يعرف الجميع أنها دائماً المحقة، وذات صواب، وتبني هذا كله على خرافات لا على حقيقة وعلم ومعرفة، ومعظم أفكارها وهمية.

إذا أصيب أحد بمرض السكر وكانت لا تحبه تتهمه بالكسل والخمول لإصابته بذلك المرض، تحاول حتى أن تفهمنا ويجب أن نقتنع أن الموت ليس كما نعرف أن لكل إنسان أجله، بل يجب أن نتفق معها بأن الموت وراثي! إذا ما مات أحد في العائلة في سن كبير فالكل يموت مثله.

أستغفر الله، وكأنها تقول: إنها تعرف أنها ستموت بعد عمر طويل.

هذه لمحة عن أختي التي أرهقتنا بتكبرها وعجرفتها أنا وكافة العائلة.

أفيدوني، وجزاكم الله خير الجزاء، كيف نتعامل مع شخص بهذه العقلية؟ وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ وردة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.

فإن الصبر على هذه الشقيقة والإخلاص في النصح لها هو المطلوب، وإذا لم نحتمل ونجتهد في تغييرها وإصلاحها فمن الذي سوف يصبر عليها؟! ونحن نتمنى أن تذكروها بالعواقب السيئة لمثل هذه الأعمال في الدنيا والآخرة، وقد أشرتم إلى بعض تلك الآثار والثمار المرة، وذلك مثل نفور الناس عنها، وإذا لم ترتدع فسوف ترى عواقب أذيتها للناس في أبنائها وفي نفسها.

ولا بأس بأن تقولوا لها: أنت جميلة ورائعة ولكن هذا الجمال لا يكتمل إلا بالأخلاق الحسنة والآداب الجميلة، وإذا أعطى الله الإنسان نعمة فإن من شكرها أن يتواضع لله ويستخدمها في أرض الله، ولا يتفاخر بها على عباد الله حتى لا تسلب منه النعم، وأن المؤمن ليس بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء، وقد توعد الله الذين يسخرون من الناس ويهمزونهم ويلمزونهم فقال سبحانه: (( وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ))[الهمزة:1].

وإذا أظهر الإنسان الشماتة لأخيه فإن الله يعافي المظلوم ويبتليه، والعاقل ينتبه لعيوب نفسه فيصلحها، ولذلك قيل: (طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس)، وأحسن الشاعر في قوله:

لسانك لا تذكر به عورة امرئ *** فكلك عورات وللناس ألسن
وعينك إن أبدت إليك مساوئاً *** فصنها وقل يا عين للناس أعين

وأرجو أن تتعاملي بحكمة وحنكة، وحاولي نصحها بعيداً عن الناس وذكريها بالله وخوفيها من عقابه.

وإذا لم تتوقف عن هذه الممارسات فإن تجارب الحياة سوف تؤدبها وسوف تقابل من يرد عليها طال الزمان أو قصر.

والله ولي التوفيق السداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً