الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أحفظ نفسي من الدخول لمواقع الشهوات؟

السؤال

سألني أحد الإخوة فقال: أحب الإسلام والدين والقرآن والعلم، ولكن أنسى كل هذا عندما أشاهد الجنس على التلفاز أو الإنترنت.

كيف أفعل حتى أقوي إيماني في ظل التبرج والتعري، ومطاردة النظرات الساخنة من فاجرات هذا الزمان الكاسيات العاريات وعدم استطاعتي الزواج؟ فماذا يجب أن أعمل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

إن الأطباء يقولون: إن الجراثيم تملأ الفضاء، ولكن ما كل الناس يصاب بالمرض، وإنما يصاب بالمرض من فقد المناعة بعد تقدير العظيم صاحب الجلالة، ولا يسقط في هوة المعاصي والفواحش إلا من فقد مناعة الإيمان، وذلك لأن الإيمان للإنسان كالمناعة للأبدان.

ليس وجود العري والفاجرات مبرراً للوقوع في الفواحش والموبقات، فابتعد عن أماكن العري والشهوات، وراقب رب الأرض والسموات، وتوجه لمن يعصم من الفحشاء والمنكرات، واعلم أن حبك للإسلام والقرآن والصلاة يحول بينك وبين الموبقات، وأرجو أن تبحث لنفسك عن رفقة الخير والبيئات الطاهرات، وتجنب ذنوب الخلوات، وغض طرفك إذا مشيت في الطرقات، واسلك سبيل العفة، وتذكر عواقب الوقوع في القاذورات، وأكثر من اللجوء إلى رب الأرض والسموات.

لا يخفى عليك أن الله سبحانه قال في كتابه: (وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) [النور:33]. فاسلك سبيل العفة، واعلم أنه من يستعفف يعفه الله، ومن يتصبر يصبره الله، وعليك بكثرة الصوم؛ فإنه وجاء، واحشر نفسك في زمرة الأتقياء، وأشغل وقتك بالجد، وتجنب أماكن البغاء، واحرص على وضع التلفاز والإنترنت في الصالات المكشوفة.

اعلم أن الشر يبدأ بخاطرة، فطاردها قبل أن تتحول إلى فكرة فإرادة ثم عمل، وخالف الشيطان كما أمرك الله عز وجل، وتذكر أنه يأخذ ضحاياه خطوة خطوة، حتى يرميهم في الذل، وقابل نظر السفيهات بالإهمال، وراقب ربك الكبير المتعال.

ونسأل الله أن يرزقك الهدى والتقى والعفاف والغنى.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً