الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم التوفيق في الحياة رغم العبادة والدعاء

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً: أود أن أخبركم أني والحمد لله فتاة ملتزمة، أصلي الفرائض وأزيد من النوافل من صلاة ضحى وغيرها من النوافل، وأداوم على قراءة القرآن الكريم وأصوم كل إثنين وخميس، ودائماً أتوجه إلى الله عز وجل بالدعاء وصلاة الحاجة، إلا أنني لم أجد أي تغيير في حياتي للأحسن؛ وهذا يجعلني أيأس في بعض الأحيان رغم أنني أكثر من دعاء "يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين" وخاصة في الأوقات المعلوم أنه مجاب فيها الدعاء، ورغم ذلك أشعر أن كل خطواتي خطأ حتى أن تخصصي الذي اخترته أشعر أنه لا يناسبني، وتجدني أقول لماذا ربني جعلني أدرسه طالما أني غير موفقة فيه!
أرجو منكم إفادتي، كيف يمكنني أن أحافظ على التزامي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الابنة الفاضل/ علا حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ما من مسلمة تدعو الله بدعوة إلا أعطاها الله بها إحدى ثلاث: إما أن يستجيب الله دعوتها، وإما أن يدخر لها من الأجر مثلها، وإما أن يدفع عنها من البلاء مثلها.

فالإجابة إذن لها أشكال مختلفة، ولعل المصلحة أحياناً في أن لا تجاب الدعوة، فكم من إنسان سأل الله مالاً فكان ضياع دينه بسبب المال، وكم من إنسان سأل الله عربة ليكون موته فيها، ورحم الله رجالاً من سلف أمتي كانوا يتوجهون إلى الله فإن أعطاهم شكروه، وإن لم يعطهم كانوا بالمنع راضين، يرجع أحدهم بالملامة على نفسه فيقول مثلك لا يجاب أو لعل المصلحة في أن لا أُجاب، ثم يراجع نفسه ويجدد التوبة ويكثر من الاستغفار فتأتيه الإجابة.

فكرري اللجوء إلى الله وكوني راضية بقضاء الله، سعيدة بما يقدره الله، واعلمي أن الله سبحانه يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب، ولا يعطي الدين والتوفيق لطاعته إلا لمن أحبه، ولو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها جرعة ماء، فكرري اللجوء والتضرع، وتجنبي اليأس والاستعجال والتسرع، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يستجاب لأحدكم ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل، قيل وكيف الاستعجال؟ قال: يقول قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجب لي فيستحسر عند ذلك ويترك الدعاء).
واعلمي أن الله عز وجل قد يحرم الإنسان شيئاً وهو يحبه سبحانه، وعجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، أو أصابته ضراء صبر فكان خيراً له.

فتجنبي اليأس وتعوذي بالله من الشيطان، وأعلني رضاك بما قدره الرحيم الرحمن، وواصلي الدعاء وأكثري من الاستغفار، ولا يخفى عليك أن العمل الصحفي مفيد إذا أدرك صاحبه دور الكلمة وحمل الأمانة على الوجه الصحيح، وهو مجال تستطيع المرأة أن تمارسه وهي في بيتها خاصة مع تطور وسائل الاتصال وتوسع آلات وأدوات التعبير.

ولا يخفى عليك أننا خلقنا لعبادة الله وطاعته، ولن يسأل الله عن تخصصنا، فأشغلي نفسك بما خلقك الله له، وحاولي أن تكوني إيجابية، وشاركي في بناء الأمة وتبني قضاياها، واستعيني بالله واصبري.

وكم نحن سعداء بفتاة تحرص على صلاتها وصيامها وتكثر من اللجوء إلى ربها، ونسأل الله أن يكثر في أمتنا من أمثالك، ومرحباً بك بين آبائك وإخوانك.
والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا ماشاء الله عليك ربنا يحفظك

    ماشاء الله عليك ربنا يحفظك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً