الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ليس في الزواج ظلم إذا قام على الوضوح والصراحة وعدم إخفاء العيوب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أليس من الظلم أن يتزوج من به مرض قد ينتقل إلى أولاده فأنا متخوف من هذا الشيء؟ أم أعمل كما عمل أبو العلاء المعري عندما لم يتزوج حتى لا ينتقل العمى لأولاده فأوقف نصيبي خوفاً من المرض على أولادي؟ أليس الحبيب يقول: تخيروا لنطفكم.
مع العلم أن المرض لا يمنع الزواج لكن يشرع الطلاق، فأنا لا أريد أن يتذوق أبنائي ما ذقت، مع العلم أني شفيت منه تقريباً إلا أن الوراثة قد تلعب دورها.

أرجو الرد العاجل والتوضيح وجزيتم خيراً؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريمية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ونسأل الله أن يديم عليك العافية، وأن يرزقك شكر نعمه الوافرة، وأن يسعدك في الدنيا والآخرة.

فإنه ليس في الزواج ظلم إذا قام على الوضوح والصراحة وعدم إخفاء العيوب، فلا تحرمي نفسك من الزواج، خاصة بعد شفائك من الأمراض، واقبلي بمن يطيع الرحمن ويرضى بما يقدره المنان.

ولا يخفى عليك أن من حق الأطباء أن يتوقعوا، لكن الأمر بيد الله، وقد شاهدنا أصحاب عاهات أنجبوا أطفالا في منتهى الجمال والذكاء والنبوغ، فالأمر لله من قبل ومن بعد.

ونحمد الله أننا في زمان تطور فيه الطب، وظهرت العديد من المعالجات لكثير من العاهات والأمراض، والمرض قدر من الله، والدواء قدر، وكذلك الدعاء، والفقيه كل الفقيه من يرد قدر الله بقدر الله، ولم ينزل الله داءً إلا وأنزل له شفاء، علمه من علمه وجهله من جهله.

ولا يملك المستقبل سوى من يعلم الغيب سبحانه، (وعجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، أو أصابته ضراء صبر فكان خيراً له)، وعظم الجزاء مع عظم البلاء، ولو علم الناس ما أعده الله للصابرين لما هرب من البلاء أحد، وقد أكرمنا الله بدين عظيم يبتلى فيه المؤمن فيقول: الحمد لله، وتنزل عليه النعمة فيقول: الحمد لله، وقد أسلم بعض الألمان وهو يرى المسلم يفقد أمواله فيقول: (الحمد لله) لأن أهل المادة ينتحرون ويحزنون، والمؤمن يجعل سعادته في مواقع الأقدار ويرضى بما يقدره الواحد القهار.

فاستقبلي الحياة بأمل جديد، وبثقة في الله المجيد، ولا تترددي في القبول بصاحب الدين، وأكثري من اللجوء لخالق الإنسان من طين، وعليك بتقوى الله في كل زمان ومكان، وأكثري من الصلاة والسلام على المبعوث من عدنان، واشغلي نفسك بذكر الرحمن وبتلاوة القرآن.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً