الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حالات الذهان التي ينتج عنها الخوف من بعض الأشياء وكيفية علاجها.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..


لقد أصبت قبل أكثر من عام بنوع من الخوف من المجتمع، ومن ركوب السيارات والباصات التي فيها تجمع، وكان لدي شعور أنني أرسل رسائل للآخرين وأتلقى منهم رسائل، وقد وصف لي الطبيب علاج الزبركسا وقد استخدمته مدة ستة أشهر، ثم غيره الطبيب لي لأستخدم علاج كوتايابيت بواقع 4 حبات يومياً، مع العلم أنني كنت أستخدم الماريجوانا قبل بدء الحالة بشكل عام ولكن توقفت عنها والحمد لله.

ولكنني الآن أشعر باضطراب في القلب، وضيق في النفس عند النوم بعد أخذ الدواء مباشرة، بالإضافة إلى أنني أتخيل أنني أسمع أصواتاً مثل صوت طفل يبكي، أو امرأة تصرخ أو طبل وأحياناً أرى أشياء وتختفي.

وأنا الآن تركت الدراسة وأعمل في عمل بسيط، وأكون خلال اليوم عادي التصرف بشكل عام، فهل تنصح بالاستمرار في أخذ العلاج؟ وهل ما أمر به سوف يزول؟ حيث أنني أشعر بالحزن على والدي اللذين يشعران بالأسى وكأنهما فقداني إلى الأبد! وهل حالتي سوف تتحسن؟ وهل أنا مصاب بالذهان؟
أرجوكم.

أفيدوني وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

هذا التخوف الذي يُصيبك، والذي تأتيك فيه خيالات بأنك تتلقى رسائل من الآخرين، أو أنك ترسل رسائل، أو أنك تسمع أصواتاً، هي في الحقيقة دليلٌ على وجود مرضٍ ليس من فئة المخاوف أي ليس مرضاً عُصابياً، ولكنه في الحقيقة هو مرض ذهاني، ولكنه من النوع الخفيف إن شاء الله؛ حيث أنك مرتبط بالواقع، وحكمك على الأمور سليم، ونحن هنا لا نود أن نخفي الحقائق عن الناس، فمن حقك أن تعرف، والأدوية التي أعطاها لك الطبيب هي في الحقيقة أدوية مضادة للذهان، وأعتقد أنه قد قام بالإجراء الصحيح، والتشخيص الصحيح.

هنالك شيء أود أن أؤكده لك وهو أن مفهوم الأطباء قد تغير الآن تماماً عن الذهان، وهو ليس بالخطورة والصعوبة تلك التي كان يعتقد فيها أنه يصعب علاجه...هذا ليس بصحيح، فالحمد لله الآن توجد أدوية فعالة وممتازة تُساعد كثيراً في العلاج، ولابد أن يدعم العلاج أيضاً بالعلاج التأهيلي، والذي يتمثل في الالتزام بالعمل والنشاط الاجتماعي، وأنت والحمد لله على دراية بذلك .

إذن يا أخي الفاضل أرجو أن لا تنزعج لكلمة الذهان، فهي ليست قبيحة بالشكل الذي يتصوره الكثير من الناس.

هنالك شيءٌ أزعجني في رسالتك، وهو استعمالك للماريجوانا في السابق، وفي نفس الوقت شعرت ببعض الارتياح حيث أنك قد توقفت عنها الآن، وهذا الذي أتمناه، والماريجوانا يا أخي تحتوي على مواد نشطة تؤدي إلى إفراز زائد في مادة اسمها الدوبامين، وهذا يؤدي إلى الإصابة بالأمراض الذهانية للأشخاص الذين لديهم الاستعداد لذلك.

لا شك أن توقفك عن المارجوانا، والتزامك بالعلاج، واستمرارك في العمل، وتمسكك إن شاء الله بدينك، كلها عوامل سوف تُساعد على شفائك بإذن الله، وأرجو أن أبشرك أن القواعد الأربع السابقة التي ذكرتها لك هي الدعامة الأساسية لعلاجك، وكلها إن شاء الله في متناول يديك، وأرجو أن يطمئن الوالدان على أن حالتك ليس ميئوساً منها أبداً، فهي حالة يمكن احتوائها ويمكن علاجها، وعليك أن تثبت لهما فعاليتك، وأنك لا تُعاني من أي نوعٍ من الإعاقة، وأن المرض لم يعطلك، بل على العكس تماماً قد تخلصت منه وأصبحت فعالاً.

هذا هو الذي أود أن أذكره لك، ووصيتي الأخيرة والمهمة هي الالتزام بالدواء، وهذا شيء ضروري.

الكوتايابيت الذي وصفه لك الطبيب هو من الأدوية الجيدة والفعالة ولا بأس أبداً من الاستمرار عليه.

وبالنسبة للخوف، عليك بإجراء بعض تمارين التنفس (الاسترخاء) خذ نفساً عميق وبطيئاً، املأ صدرك ثم بعد ذلك اقبض على الهواء، ثم أخرجه بنفس القوة والبطء... كرر ذلك عدة مرات، وسوف تجد إن شاء الله أن الخوف قد زال، وأنك قد أصبحت أكثرت استرخاءً، والكوتايابيت يُعرف عنه أنه بجانب علاج الذهان فهو علاج ممتاز للقلق والخوف، كما أنه يُساعد في تثبيت المزاج بصورة إيجابية.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً