الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أطفئ النار التي بداخلي وأنتقم ممن ارتبطت معه بعلاقة؟

السؤال

السلام عليكم.

كنت أعرف شاباً في حارتنا منذ 6 سنوات، وعندما توفي والدي عرفت أن هناك عذاباً في الآخرة، فقررت الانفصال عنه وإرضاء ربي، وعندما قلت له هذا استهزأ بي وقال لي: كيف تريدين أن تقومي بذلك وأنت على علاقة بي منذ 6 سنوات، وضحك بسخرية عليّ، وأنا الآن في داخلي نار تريد الانتقام منه؛ لأنه استهزأ بمشاعري، وأنا والله أعلم أني أحبه ولكني لا أريد أن يغضب مني ربي، دست على قلبي لمرضاة ربي، فكيف أطفئ النار التي بداخلي فأنا أشتعل غيظاً وغضباً؟

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غوغو حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهنيئاً لمن اتعظت بموت والدها، وعادت إلى ربها، والسعيدة في الناس من وعظت بغيرها، وأصلحت طريقها قبل حلول أجلها، وقد قال رجل للحسن البصري: عظني، فقال له: أين أبوك؟ فقال الرجل: مات، فقال الحسن: قُم، فلا خير فيمن احتاج لموعظةٍ بعد موت أبيه.

وأرجو أن تعلمي أن علاقتك مع ذلك الشرير لو كانت ستين سنة ثم رجعت إلى الله لقبلك؛ فلا تستمعي لكلامه، فإنه يتكلم بلسان شيطان، وسارعي بالرجوع إلى الرحيم الرحمن، واعلمي أنه يفرح بتوبة عبده حين يتوب إليه، فسبحانه من رب غفور سمى نفسه توابًا ليتوب علينا، وسمى نفسه رحيمًا ليرحمنا، وهو سبحانه غافر الذنب، وقابل التوب لمن رجع إليه، وهو سبحانه شديد العقاب لمن تمادى وأصر وعاند.

وأرجو أن تصدقي في توبتك وتخلصي في نيتك ليبدل الله سيئاتك إلى حسنات، واجعلي من تمام توبتك البعد عن ذلك الفاسق والتخلص من كل ما يذكرك به وبأيام الغفلات، وأكثري من الحسنات الماحيات ((إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ))[هود:114].

ولا تفكري في الانتقام فإن ذلك من طبائع اللئام، وشكراً لك على تقديم رضا القدوس السلام، وأبشري فإن من ترك شيئاً لله عوضه ربنا خيراً منه، وزاده من فضله والإنعام، ولا داعي للغضب، واحرصي على رضا الرب، وتمسكي بالحياء والأدب.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله عز وجل، وأكثري من الدعاء لوالدك، واجتهدي في بر والدتك، وافعلي الخير وأمّلي ما يسرك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً