الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والدي مصمم على إزالة الحواجز بيننا وبينه!!

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

بعد التحية أريد حلاً لمشكلتي أنا وإخوتي، حيث نعاني من أن أبي ربانا على عدم احترامه، وكلما حاولنا ذلك استهزأ بنا وظن أن لدينا غرضاً من احترامه، فهو مصمم على إزالة كل الحواجز بيننا وبينه إلى درجة كبيرة تتعدى درجة الأخوة.

يرى أنه من الطبيعي أن نتكلم معه بوقاحة، فهو عودنا على ذلك منذ الصغر، وما زال يتعامل مع إخوتي الصغار بهذه الطريقة، أبي ليس قاسياً بل طيب جداً، ولكنه يعاملنا كإخوة له وليس كأبناء يريدون حنان الأب وتوجيهه، قد يكون السبب أن والده كان يعامله وإخوته بهذه الطريقة، حتى أن لدينا بعض التطور بفضل توجيهات أمي التي لا ترضى بهذه الطريقة وتحاول تغييرها ولا تستطيع.

هذا التطور أننا لا نناديه باسمه كما كان يفعل مع والده ووالدته، انتبهوا؛ إنهم لا يعتبرون ذلك وقاحة أبداً، بل يعتبرونه شيئاً عادياً وطبيعياً، المشكلة هنا أنه حرام ولا نستطيع التخلص من هذه المشكلة، حاولنا التحدث معه ولكنه لا يريد التغيير.

أفيدوني إن كان لديكم حل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ H_muhammad حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

قد قال الخليفة علي رضي الله وأرضاه: (ربوا أولادكم لزمانٍ غير زمانكم)، وعليه فما كان بالأمس مقبولاً قد لا يكون اليوم مقبولاً، والأسلوب الذي كان بالأمس سائداً ربما أصبح اليوم مرفوضاً وبائداً، ورحم الله الأجداد، وغفر لهم قسوتهم على البنات والأولاد، ومرحباً بكم في موقعكم، ونسأل الله أن ينفع بكم البلاد والعباد.

نحن نتمنى أن تلاطفوا الوالد، وتعاملوه بما يقتضيه الشرع، وتحتملوا طريقته، فإن العبرة بصفاء قلبه وحبه لكم، كما أرجو أن تشكروا الوالدة على محاولاتها، وقد شاهد أبو هريرة شاباً يمشي مع رجل فقال: من هذا الذي معك؟ فقال: أبي، فقال أبو هريرة: (فلا تمش أمامه، ولا تدعه باسمه، ولا تجلس قبله، ولا تستب له)، ومعنى (تستب له) أن تسب أبا رجلٍ فيسب أباك.

ما أعظم هذه الشريعة التي نهت عن مجرد كلمة (أف) التي تدل على التضجر، وقد أحسن الوالد معاملته للكبار منكم على أنهم إخوان وأصدقاء، وهذا صحيح، ولكن لابد أن يبقى الحد الأدنى من الاحترام والاحتشام مع الوالد، وحتى لو سمح لكم وتنازل فالصواب أن تتمسكوا بآداب الشرع.

أرجو أن تتنبهوا لإخوانكم الصغار حتى يتعودوا على حسن التعامل، فإنهم سيخرجون غداً للمجتمع الذي لا يقبل إلا الاحترام.

ونسأل الله لكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً