الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التعامل مع الأخت المتفلتة من ضوابط الشرع

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة أبلغ من العمر 22 سنة، ولدي أخت تكبرني بثلاث سنوات، وتكمن مشكلتي في تمرد أختي وازديادها بالفجور والفسق! إذ أنها كانت دائماً تحاول الاستقلال بنفسها وحتى حياتها؛ إذ لا يمكن لأحد أن يتدخل في أي أمر من أمور حياتها، حتى ولو كانوا أهلي، أي: أبي وأمي، حيث إنها عندما كانت في سن الثانية عشرة تعرفت بشاب، وأبقت علاقتها سراً عن الجميع حتى وقعت بعض الأحداث، والتي أدت إلى معرفة وعلم أهلي بالموضوع، وتم عقابها في ذلك الوقت، ولكنها لم ترتدع، بل استمرت في علاقتها به!

وقد تطورت تلك العلاقة حتى العام السابق، إذ رفض أهلي تزويجها له؛ لأنه شخص غير مناسب لها من وجهة نظر أهلي، فهو من جنسية أخرى، إضافة إلى عدم حصوله على قدر كاف من العلم.

وبعد ذلك قام هذا الشاب بخطبة أخرى، مما أدى إلى حصول رد فعل غير طبيعي من أختي، حيث إنها أرادت الانتقام؛ فبدأت بإقامة علاقات مع كثير من الشباب، وبمعرفتنا نحن - أخواتها البنات - ورغم محاولاتنا لتجنيبها ذلك، إلا أنها كانت ترفض! وحتى عند إخبار أهلنا بالموضوع كانت تعاند أكثر وأكثر، وتضطر أهلي إلى اللجوء لوسائل لمنعها، ومع ذلك كانت تصر على رأيها رغم كل المحاولات لمنعها!

في هذه السنة، وبالتحديد قبل ما يقارب شهراً ونصف الشهر، تقدم شاب لخطبتها، وقد كانت الخطبة خطبة أهل، ودون أن تتعرف عليه من قبل، وهذا الشاب على قدر كبير من الدين والأخلاق والعلم والأدب، إضافة إلى يسر وسهولة حاله! فلاحظ الجميع بأنه شاب لا يرفض؛ وخاصة أن أختي لا ينقصها شيء من العلم والجمال، فأبدت موافقتها وتمت الخطبة وعقد القران؛ حرصاً على الحلال، وتمت عودتنا جميعاً إلى الدوحة، وبقي هو في بلدنا.

وعند عودتنا فاجأتنا أختي بعدولها عنه، وعدم رغبتها فيه؛ لأسباب واهية تماماً! حيث إن أي شخص يرى هذه الأسباب تافهة تماماً، فالتزمنا بقول: إنه لا يوجد تفاهم بين الطرفين، وقررت أختي وخطيبها الانفصال وإتمام الطلاق!

بعد حل هذه المسألة استمرت أختي على حالها، وعادت إلى ما كانت عليه من معرفتها بالشباب، وقبل يومين وعندما كنا خارجين من المنزل، إذا بأختي تخلع حجابها وتقرر عدم ارتدائه! فما كان من والدي إلا أن ضربها، وهددها بقص شعرها إذا لم ترتده من جديد! فما كان منها إلا أن قالت وبتهديد: هذه حياتي، وهذا ديني! ما من أحد منكم يستطيع التدخل في شؤوني! ورغم ذلك منعها والدي من الخروج خارج المنزل، ولكنها قامت باستغفاله وتركته نائماً وهربت من المنزل، ملتجئة لمنزل صديقتها مهددة لنا!

فماذا نفعل؟ لقد أحس والدي أن الهم بدأ يعتري جسده تماماً، ووالدتي بدأت بالشرود وتهذي بالكلام! فماذا أستطيع أن أفعل؟ فقد عرضنا عليها بأن نأخذها لشيخ للقراءة عليها، ولكنها تأبى وتعارض! أرجو مساعدتي بأسرع وقت ممكن، حتى أتمكن من إعادتها للمنزل، وأتمكن من تهدئة الأوضاع في هذا البيت، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الفتاة في هذه السن لا تجدي معها الشدة، ولكن ينفعها اللطف والحوار، وإشعارها بقيمتها والاهتمام بها واتخاذها صديقة للأم، ومتشاورة محترمة عند الأب، فاقتربوا منها واستمعوا لما عندها، وأرجو أن يحرص الوالدان على الدعاء لها، فإن دعوة الوالدين أقرب للإجابة، مع ضرورة تدارك الأخطاء في توجيهها، فربما كانت الأسرة تقدم أخواتها وإخوانها عليها، وربما لم تجد في البيت من يثني على جمالها ويسمعها الكلمات اللطيفة، الأمر الذي جعلها تتسول العواطف وتعيد التوازن لنفسها عن طريق إصرارها على الاستقلال، وحاولت أن تعود إلى الواجهة بتصرفاتها الشاذة، وحاولت أن تنتقم بالخروج عن المألوف.

ومما يعينها على العودة إلى صوابها -بعد توفيق الله– ما يلي:

1- الدعاء لها.

2- توحيد منهج التعامل معها.

3- الثناء على إيجابياتها ولو كانت قليلة.

4- اختيار من يتكلم معها، وحبذا لو كان محبوباً عندها وقريباً من سنها، وحبذا لو قمت أنت بهذا الدور.

5- محاورتها بهدوء.

6- الكلام مع صديقتها من أجل تشجيعها على العودة، وطلب مساعدة الصديقة في فهم نفسيتها واكتشاف احتياجاتها.

7- عدم استخدام العنف والشدة معها.

8- تذكيرها بخطورة انتشار قصتها على مستقبلها.

9- فهم نفسية هذه الأخت، والتعامل معها بالطريقة المناسبة.

10- استخدام كلمات لطيفة ولمسات حانية عند الكلام معها.

وهذه وصيتي لجميع أفراد الأسرة بتقوى الله والحرص على طاعته، فإن بيوتنا تصلح بطاعتنا لصاحب العظمة والجبروت.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً