الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أستمر في الكلام مع هذا الشاب الذي يبدو محترماً؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا أحب شاباً متديناً على النت، وسمعت صوته ورأيت صورته، لكنه لا يراني، تفرقنا مرة لأنه كذب علي في شخصيته، ولكنه اعتذر لي وكلمني عن شخصيته الحقيقية، وهو يطلب مني أن أتصل به، ولكني أرفض، لكنه من حواره معي أحس أنه يود أن يتعرف علي للارتباط، ويقول إني غير كل البنات اللواتي عرفهن، فهو لا يصدر منه ألفاظ غير لائقة، إنما يحدثني باحترام.

بالله عليكم قولوا لي: هل أستمر معه وأكلمه أم لا؟ أنا منجذبة له، وأحس أنه محترم، وعلاقتنا لحد الآن لا تغضب ربنا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ بسمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الذي يكذب مرة يمكن أن يكررها مرات، فلا تنخدعي بالمعسول من الكلمات، وابتعدي عن الشبهات والمنكرات، وحافظي على حيائك وسمعة أهلك، وراقبي رب الأرض والسماوات، ومرحباً بك في موقعك وبين آباء وإخوان جندوا أنفسهم لخدمة الأبناء والبنات، ونسأل الله أن يرزقنا جميعاً الثبات حتى الممات.

وأرجو أن أحذر بناتي الفاضلات من خطورة التمادي في العلاقات العاطفية من وراء ظهر الآباء والأمهات، فإن ذلك يجلب الحسرات والآهات، واعلمي أن السعيدة من وعظت بغيرها، والشقية من جعلها الله عبرة لغيرها.

ولا يخفى على أمثالك أن الشيطان يستدرج ضحاياه خطوة خطوة، وأنه يزين لهم الشر والمنكر، وما أكثر العلاقات التي بدأت عفيفة ثم انتهت إلى العار والفضيحة.

وتكمن الخطورة في أن شباب الإنترنت يلبسون لكل حالٍ لبوسها، فإن وجدوا فتاة متدينة أظهروا لها التدين، وربما طلب منها النصح وكلفها بأن توقظه لصلاة الفجر، إمعاناً في الخديعة ورغبة في إطالة الكلام واستدراجاً لبنات الكرام.

وإذا كان في هذا الشاب خير فليتقدم إلى أهلك ويطرق الباب، وإذا لم يفعل هذا فإنه مخادع كذاب، فحاسبي نفسك قبل يوم الحساب، واقطعي علاقتك معه ومع غيره من الشباب.

ونحن إذ نشكر لك هذا الحرص الذي دفعك للسؤال، نحذرك من الاستمرار في هذا المجال، ونخوفك من غضب الكبير المتعال، ونسأله أن يصلح لنا ولك الحال، وأن يرزقك بصالح من الرجال، وأن يصرف عنك أهل السوء أشباه الرجال، فاسمعي نصحنا؛ فنحن لك بمنزلة العم والخال.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً