الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوج أختي ممزق بين بره بوالدته وحبه لزوجته!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلة عائلتنا -يا سادة-: تكمن في كون أختي أنعم الله عليها بزوج كريم الأخلاق، حسن الأفعال، وهو رجل محب وكريم ويحب زوجته، ولكن المشكلة أنه رجل ممزق بين بره بوالدته وحبه لزوجته، خاصة وأن أمه امرأة قاسية تظل تتشاجر مع زوجة ابنها دون سبب، وكم من مرة أحضر الزوج المسكين زوجته إلى بيت أهلها فتظل عندنا أسبوعاً أو أسبوعين وقد بدأ صبر والدي ينفد، وخاصة أنه سريع الغضب.

فما العمل؟

أفيدوني رحمكم الله، والسلام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Al-moutasseem حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإذا كان زوج أختك بهذا المستوى الرفيع والأخلاق العالية والمحبة لزوجته، فعليكم جميعاً بالصبر على هذا الوضع، وعلى أختك احتمال أذى والدته، وذلك لون من حسن العشرة التي تؤجر عليه، وكم تمنينا أن تكون الزوجات عوناً للأزواج على طاعة الأمهات، كما نتمنى أن تقدر كل زوجة مشاعر والدة الزوج تجاه ولدها، ولن تعرف الفتيات هذه المسألة إلا عندما يكبر ولدها ويتزوج، فإن الأم تشعر عند ذلك أنه قد جاءت من تشاركها في حب ولدها وفي جيبه، وقد لا تحتمل الأم ذلك، خاصة إذا أعلن الرجل حبه الشديد لزوجته، وقصر في بره لأمه ولم يكن حكيماً في تعامله مع الخلافات التي تحدث.

وأرجو أن تجد أختكم منكم التشجيع على الصبر ومراعاة ظرف زوجها ومعاونته على بر أمه والإحسان إليها، وهي أول من يربح في هذه الحالة؛ لأن قيمتها سوف ترتفع عند زوجها، وعليها أن تحمد الله الذي رزقها بزوج يتفهم وضعها ويقف في صفها.

أما والدكم فأرجو ألا تخبروه بكل صغيرة وكبيرة، ونتمنى أن يراعي مصلحة بنته وأن يأخذ بيدها حتى تستطيع تجاوز هذه الأزمات التي أسميها سطحية، لكونها تقع من أطراف خارجية، علماً بأننا لا نستطيع أن نطالب الرجل بالوقوف في وجه أمه؛ لأنها أولى الناس به، وهو بلا شك لن يجد بديلاً لأمه لكنه يستطيع أن يتزوج بعدد من النساء.

وهذه وصيتي لكم بتقوى الله، وبضرورة السكوت وعدم التدخل بين أختكم وزوجها، بل ينبغي أن يجد منكم التشجيع والصبر، ونتمنى أن ينجح الرجل في حسم الأمر مع والدته، خاصة أثناء فترة غيابها عن منزلهم.

ونسأل الله أن يسهل الأمور وأن يغفر الذنوب، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً