الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم غضب الفتاة من والديها وهجرهما ورفض أمرهما بالعمل في وظيفة

السؤال

السلام عليكم.

هل تأثم الفتاة إذا غضبت من والديها وقاطعت الكلام معهم لمدة ثلاث أيام، وخاصة مثلاً إذا ضُربت منهما لأنها رفضت أن تتوظف ولو كان في مجال تدريس الفتيات؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ النقاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن فلاح الفتاة في حرصها على بر والديها بعد طاعتها لربها، وهل يملك الإنسان أغلى من والديه؟ وكيف يغضب الإنسان من والديه وهما سبب وجوده بعد الله وأولى الناس حقاً، ورضا الله في رضاهما، فأحسني الاعتذار، والتمسي لهم الأعذار فإنهم يريدون مصلحتك ويتمنون لكِ التقدم والازدهار، ومرحباً بكِ في موقعك بين آبائك وإخوانك، وشكراً لك على الاهتمام والسؤال والرغبة في إصلاح الخلل والحال.

واعلمي أن المسلمة لا يجوز لها أن تهجر أختها أو صديقتها فوق ثلاث، فكيف إذا كان الهجر للوالدين؟! فعودي إلى صوابكِ وتوبي إلى ربكِ واستغفري لذنبكِ وأبشري فإن والديكِ سوف يسارعون بالعفو عنكِ، واجتهدي في زيادة البر لهما والإحسان، واشغلي نفسكِ بطاعة الرحمن وتلاوة القرآن، وتذكري أن الحسنات يذهبن السيئات، وتعوذي بالله من الشيطان.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله وبضرورة القبول برأي والديك إذا لم يكن فيه مخالفة لأمر الله، وليس أنسب للفتاة من تدريس الفتيات، وفي ذلك بعد عن الاختلاط والمنكرات ونفع للمسلمين والمسلمات، وأمر الوالدين بالخير يُصيره من الواجبات، وإن كان لك عذر شرعي فتلطفي في عرضه، وتجنبي العناد والسيء من التصرفات.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يدخلك الجنات.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً