الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرغمني الأهل على الزواج وأفكر الآن في الطلاق!

السؤال

السلام عليكم.

تزوجت من فتاة أحبها جداً وأنجبت منها طفلاً، وبعد ذلك أرغمني أهلي على الزواج من بنت خالي، فرضيت إرضاء لهم، ولكني لم أستطع العيش معها، وأنا أحب زوجتي الأولى ولم أستطع العدل بينهما، فأفكر في طلاق بنت خالي من أجلها ومن أجلي؛ لأن سعادتي مع زوجتي الأولى، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الشريعة تبيح للرجل أن يتزوج بثانية وثالثة ورابعة، ولكن ليس من مصلحته فعل ذلك مجاملة لأحد أو رغبة في إلحاق ضرر بأحد! والزواج يقوم على الرضا والقبول والرغبة، كما أن الزواج من الثانية شرطه العدل والقدرة، فلا تستعجل أمر الطلاق، وحاول دراسة العواقب والنتائج المتوقعة إذا حصل الطلاق؛ فإن طلاق بنت الخال يؤثر على صلات القربى والرحم سلباً، فلا تعالج الخطأ بالخطأ!

واعلم أن العدل المطلوب شرعاً هو ما كان في الماديات والأمور المحسوسة، أما ميل القلب فإن الإنسان لا يملكه، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: (اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك) مع ضرورة الإدراك بأن القسم يكون في المبيت والنفقة وكافة الأمور المادية، على أن يجتهد الزوج في العدل في عواطفه الظاهرة، وعليه ألا يظهر ميله لإحداهما؛ حتى لا يدخل الحزن على الأخرى.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله وبضرورة الاستخارة والاستشارة، والنظر في العواقب قبل الإقدام على موضوع الطلاق؛ فإنه يجلب الشقاق ولا يفرح به إلا عدونا الشيطان!

ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يوفقك له!

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً