الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحاول التقرب لابنة عمي لاتخاذها صديقة لكنها تنفر مني!

السؤال

السلام عليكم
أشكركم على هذا الموقع الجميل، وأشكر كل من يعمل فيه والقائمين عليه.

أبدأ بسرد مشكلتي علكم تفهمونني، أنا فتاة بعمر 25 سنة، الله سبحانه وتعالى أنعم علي بنعمة الحجاب، ومؤمنة بالله الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد، وموظفة -والحمد لله- بحيث عملي آخذٌ كل وقتي، أخرج باكراً إلى أوائل الليل حين أرجع إلى البيت.

إنني من بيتي إلى عملي وبالعكس، ومشكلتي هي من أقرب الناس لي، ألا وهي ابنة عمي التي تكبرني بعشر سنوات، ابنة عمي التي أحبها وهي لا تحبني، حتى أصبحت أتجنبها لكي لا أقع في مجادلاتها.

كنت أذهب عندها لكي أجلس معها فتعتذر مني وتقول: أريد الذهاب عند أصدقائي لأنهم موعودون بي، أقول لها: ولا يهمك اذهبي والتقي معهم، ولكن تكرر الأمر مراراً وتكراراً، حتى لاحظت بأنها لا تريدني أن أذهب إليها! لقد حزّ في نفسي كثيراً لماذا تعاملني هكذا؟! لماذا تعامل الآخرين بغير هذه الطريقة؟! لماذا؟ الله أعلم!

لقد حاولت مراراً أخذها معي عندما أذهب إلى مناسبات صديقاتي؛ لأكسبها صديقة وأختاً لي تذهب معي، وأسعد بهذه المبادرات، ولكن تبدل حالها فجأة وأصبحت ترفض الذهاب معي.

تجنبتها وأصبحت أزورهم في المناسبات، وأتكلم معها بشكل طبيعي، وأقول لأختها الكبرى: لماذا تعاملني (فلانة) هكذا، ومعروف عن ابنة عمي هذه أنها عصبية جداً، المهم قالت لي: تجنبيها لتريحي رأسك، وكل مرة أتودد إليها فتنفرني، حتى -والحمد لله- أنعم الله علي بوظيفة. حيث إن ابنة عمي أصبحت تحسدني على كل شيء، تقول عني إنني لم آت إليهم، وأصبحت متكبرة لا تزورنا، إنها أصبحت خبيثة ولا تحبني -لقد سمعتها بأذني وكنت مارة بالصدفة من أمام منزلهم- وبأنني أكرهها، ويشهد عليّ الله أني لا أكرهها، وأحب لها الخير.

تصرفاتها أجبرتني على الابتعاد عنها، لا حول ولا قوة الا بالله العظيم، أتعرفون أنني سمعتها بأذني، لأنني سمعتها مراراً من أناس أتوا إلي وحذروني منها: انتبهي من ابنة عمك لأنها تكرهك، لم أصدقهم، وأقول: إذا كان الكلام صحيحاً؛ فالله سبحانه وتعالى يسمعها، وإذا كان لها حق عندي فالله سبحانه وتعالى يأخذه لها.

لا أعرف كيف أتصرف معها، يا ليت تساعدونني بهذا الأمر، وكيف أتصرف؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

هنيئاً لك بالحجاب والالتزام، ومرحباً في موقعك على الدوام، وشكراً لك على تواصلك يا بنت الكرام، ونسأل الله أن يجمعك بابنة عمك على الإيمان والود والاحترام، وأن يجنبكن الشرور والآثام.

قد أسعدني حرصك على زيارة قريبتك والاجتهاد في أداء دورك في صلة الرحم، وأرجو أن تواصلي الإحسان إليها، والصبر عليها، ولا تقصري في تقديم الهدايا لها، وإظهار المشاعر الطيبة تجاهها، مع ضرورة تفادي كثرة الاحتكاك معها، وحبذا لو كانت الزيارات قصيرة، وإذا لم تستطيعي فعليك بحسن الاعتذار وتطييب الخواطر، ولا تهتمي لما يصلك عن طريق الناس، فإنهم لا ينقلون إلا الشرور في الغالب، واحفظي لسانك حتى لو وصل إليك ما تكرهين.

أرجو أن تتمسكي بدينك وحجابك، وابتعدي عن الرجال، وابحثي عن عمل يناسب أنوثتك، وتستطيعين معه أن تمارسي حياتك وعبادتك، وحافظي على أذكار المساء والصباح، وأكثري من تلاوة القرآن وخاصة المعوذات وقل هو الله أحد، وآية الكرسي، وخواتيم سورة البقرة، وتوكلي على الله وحده، وأكثري من اللجوء إليه، واعلمي أن صلة الرحم لا تدوم إلا بالصبر والرغبة في الأجر والثواب، فلو أننا تذكرنا أن صلة الرحم عبادة لله لاجتهدنا في إعطائها حقها وحظها من الاهتمام.

هذه وصيتي للجميع بتقوى الله، وأرجو أن تكثري من اللجوء إلى مصرف القلوب، ونسأل الله أن يطرد عنك الهموم، وأن يحفظك ويرعاك فإنه الحي القيوم.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً