الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التخلص من تذكر المعاصي للفوز برضا الباري؟

السؤال

السلام عليكم

قبل خمس سنوات تبت إلى الله من جميع الذنوب والمعاصي، ولم أعد أفعل أي منها أبداً، ولكن في هذه الأيام أتعذب وأنا أتذكرها، فهذه الفواحش أصبحت لا تجعلني أنام، رغم مرور زمن ولم أرجع إليها وتبت إلى الله عز وجل.

وتذكرها كل حين يتعبني، فما هي وسائل التخلص من هذه الأفكار والذنوب والمعاصي؟! فقد أصبحت تقلقني ليلاً ونهاراً.

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهنيئاً لك بالتوبة وشكراً لك على الصمود والثبات، واعلم بأنك بذلك تغيظ عدونا الشيطان الذي همه أن يحزن أهل الإيمان، ومرحباً بك بين الآباء والإخوان، ونسأل الله أن يلهمك رشدك ويرزقك الرضوان.

وأرجو أن تعلم أن الشيطان لا يترك التائبين، وإنما يحرص على تذكيرهم بالماضي حتى تمتلئ قلوبهم باليأس فيرتدوا وينتكسوا، ولكن الصواب هو أن يجدد الإنسان توبته كلما ذكَّره الشيطان بمعاصيه، وهذا العمل يجلب الندامة للشيطان الذي يحزن لتوبتنا ويتألم لاستغفارنا ويبكي إذا سجدنا؛ لأنه يتذكر خطيئته التي أخرج بسببها من الجنة والرحمة.

ومما يعنيك - بعد توفيق الله - على الثبات والخير ما يلي :

1- اللجوء إلى غافر الذنب وقابل التوب.

2- إدراك سعة رحمة الله التي وسعت كل شيء.

3- التخلص من كل ما يذكر بذلك الماضي من ذكريات وهواتف وصور وأماكن والآلات وغيرها.

4- الابتعاد عن رفقة المعصية واتخاذ أصدقاء صلحاء.

5- الانتقال عن بيئة المعصية، كأن تغير مكان السكن أو العمل.

6- طلب العلم الشرعي.

7- الإكثار من الحسنات الماحية، ((إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ))[هود:114].

8- الاشتغال بذكر الله وتلاوة كتابه.

9- تجنب الوحدة فإن الشيطان مع الواحد.

10- شغل النفس بالخير قبل أن تشغلك بالباطل والشر.

11- تربية النفس على الإخلاص والمراقبة لله.

ولا شك أن الاستمرار على الخير والثبات على التوبة من دلائل القبول، وهذه وصيتي لك بتقوى الله وطاعته، فإنه سبحانه مع الذين اتقوا والذين هم محسنون.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية زائر

    جزاكم الله خيرا ونفع بكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً