الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي سيئة الخلق وأرغب في الزواج بثانية!

السؤال

الحمد لله، أنا متزوج ورزقني الله بطفلة جميلة عمرها الآن ستة أشهر، ولكني غير مستقر في جميع شؤون حياتي الزوجية، سواء في ذلك الفراش (وذلك لأن زوجتي ترفض وتأبى) أو أيضاً مجرد المعاملة الشخصية، فإنها سيئة الخلق معي، فضلاً عن كونها لا تريد خدمتي، وسبب ذلك كله هو حبي لأمي وأبي وإخوتي الذين لهم فضل لا ينكر، وقد استفرغت وسعي معها بالنصح والموعظة والدعاء فلم أجد غير صدى صوتي. هذا هو الحال باختصار.

والسؤال: أنا الآن أفكر في الزواج من أخرى؛ لأن الزواج في حقي يأخذ حكم الوجوب لاحتياجي الشديد لزوجة، فإن الحالية ممتنعة عن الفراش وفي نفس الوقت أحب ابنتي حباً شديداً وأخشى أن يؤثر ذلك عليها؛ لأني لا أريدها مع أمها، فهي غير أمينة عليها ولا تحسن القيام بأمر تربيتها، وأخشى أن تشبهها، وقد راسلتكم أريد نصيحة أمين، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك، وأن ييسر أمرك، وأن يجعل لك من لدنه ولياً ونصيراً، وأن يصلح لك زوجك.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه ومما لا شك فيه أن حرمان الإنسان من حقه بصورة دائمة أو مقطعة يفقده الرغبة في هذه الحياة، ويضطره إلى أن يبحث عن حياة أخرى، يأخذ فيها حقه ويشعر باحترام الطرف الآخر له، وهذا قطعاً أمر لا جدال فيه؛ لأنه من المسلمات التي لا يختلف فيها اثنان ولا يتناطح فيها عنزان، وامرأتك بالصورة التي وردت برسالتك قد ظلمتك معها ظلماً بيناً واضحاً حيث حرمتك حقك الشرعي، وفوق ذلك ما تتمتع به من سوء خلق لا تحسد عليه، ولكن الذي أخشاه أخي أباعبد الله أن تكون أنت السبب في ذلك، حيث تشعرها بالدونية وتقيم أهلك عليها بصورة جعلتها تسلك معك هذا المسلك، فكم أتمنى ألا يكون هذا هو السبب؛ لأن الرجل منا قد يدفع زوجته إلى سوء عشرته وهضم حقه، وهو لا يشعر، فالمرأة تريد أن ترى نفسها أنها هي ملكة بيتها، وأنها لا يجوز تقديم أحد عليها حتى ولو كانوا أقرب الناس إليك، وأحياناً قد تشعر بأنها لا قيمة لها عندك وأنك دائماً تقارن بينها وبين أهلك وتشعرها بأنها لا تساوي شيئاً أمامهم، وقد يكون هذا كلاماً وقد يكون فعلاً، وهذا مع الأسف يحدث دون وعي من بعضنا، فأتمنى ألا يكون أنت السبب في تنفيرها منك ومن أهلك، نعم أنا معك أنه ومما لا شك فيه أن مقام الوالدين أرفع مقام، ولكن الضرب على هذا الوتر بصورة مستمرة يؤدي إلى كراهية امرأتك لك ولأهلك، فإذا لم تكن أنت السبب في ذلك، فلماذا لا تجلس معها جلسة هادئة ولو بعيداً عن المنزل وتناقشها في دوافع سلوكها وتبين لها خطورة ما تفعل، واستمع إلى وجهة نظرها فربما تكون محقة ولو بعض الحق، اقترح هذا قبل أن تقدم على الزواج من غيرها؛ لأنه ومع الأسف الشديد قد تعالج مشكلة بمشكلة أكبر، وأخطر منها خاصة وأن ابنتك هي ستدفع الثمن وحدها؛ لأن الحضانة من حق أمها شرعاً وقانوناً، فإذا لم تفلح مساعيك فأبقها في عصمتك وتزوج عليها وتضرع إلى الله أن يعينك على خوض هذه المعركة الحامية الوطيس.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق ولزوجتك بالهداية والاستقامة وصلاح الحال.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات