الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي الطريقة السليمة لنصح زوجتي بارتداء الحجاب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

متزوج منذ 5 سنوات، ولي بنون، أعيش في أوروبا مع زوجتي التي تربت في بلاد الغرب، على العكس مني؛ فقد تربيت ودرست في بلد مسلم.

مشكلتي تكمن في أنها لا ترتدي الحجاب، ولا تعرف شيئاً عن الإسلام، مع أنها مسلمة.

حاولت كثيراً التحدث معها وإرشادها إلى الطريق الصحيح بجميع الطرائق، ولكن لا فائدة!

أنا نادم على كل هذا، أتمنى أن ترتدي الحجاب، فما العمل يا إخواني؟

وجزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ر ش حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا ندعوك لمواصلة النصح، والحرص على تعليمها، مع ضرورة الدعاء لها، واجتهد في رعاية أبنائك، واعرف الطريقة المناسبة لنصحها، واذكر لها ما فيها من إيجابيات، وبين لها أن الله ميز المسلمات بالحجاب، فقال في محكم الكتاب: ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ))[الأحزاب:59].

وبين لها أن زينة المرأة لزوجها، ولا يجوز إظهار محاسنها، وبين لها أنك تغار عليها، والغيرة دليل على الحب، مع ضرورة أن تختار الأوقات المناسبة لنصحها وتوجيهها، ولا تنصحها أمام أبنائها وأهلها، ولكن اجعل نصحك لها على انفراد، واعلم أن الإنسان إذا نصح أخاه أو أخته سراً فقد نصحه وزانه، وإن نصحه جهراً فقد أذله وشانه.

وقد أحسن من قال:
تعمدني بنصحك في انفرادي ***** وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس لون *** من التوبيخ لا أرضى سماعه
فإن خالفتني وعصيت أمري *** فلا تجزع إذا لم تعط طاعة

واجتهد في تقليل خروجها إذا كانت لا ترتدي اللباس الساتر، وبين لها أن المسلمة تلتزم بأمر الله، وحاول إزالة ما عندها من الشبهات، واربطها بأسر ملتزمة؛ فإن المرأة تأخذ عن أخواتها وتتأثر بهن.

وهذه وصيتي لكم جميعاً بتقوى الله، وأرجو أن تظهر لها عدم رضاك، وغضبك لله، وعليك بالاستمرار في النصح، فإنك لا تدري متى تحصل الهداية.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة