الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتصرف تجاه من اتهمتني بما لم أفعل؟

السؤال

السلام عليكم

ظلمتني فتاة؛ فهي تقول عني كلاماً سفيهاً: محمد يفعل كذا وكذا، ويتجسس على النساء، وأنا لم أفعل أي شيء من هذا الكلام، فما هو الحل معها؟

هي امرأة متزوجة، ومعروفة، فكيف أتعامل معها؟ حتى أبي وأمي وأهلي وجيراني لا أقدر أن أقابلهم في أي مكان.

أرجو منكم الرد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كن واثقاً من أن الله سيظهر للناس براءتك إذا كنت مظلوماً، فتوجه إلى الحي القيوم، ووضح الأمر لأهلك وأسرتك، وأبعد نفسك عن مواطن التهم والريب، واعلم أن الإنسان إذا وضع نفسه في مواضع التهم، فإنه لا يلوم إلا نفسه.

إن كنت قد وقعت في بعض ما تقوله تلك المرأة، فتب إلى الله وأظهر للناس ما عندك من الصلاة والصلاح، وابتعد عن سائر النساء فضلاً عن الشريرات والأشقياء، واعلم أن الحسنات يذهبن السيئات، واجعل خوفك من رب الأرض والسماوات الذي يفرح بتوبة من يتوب إليه، وتذكر أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.

أكثر من الاستغفار، واعلم أن السلف كانوا إذا تعرضوا للأذى استغفروا الله من ذنبٍ جلب لهم النكد والشقاء، وكانوا يقولون لمن يسيء لهم: نستغفر الله من الذنب الذي سلطك الله علينا بسببه، قال تعالى: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ) [الشورى:30].

قد يقع الإنسان في المشاكل مع أنه على خير وطاعة فيصبر فيرفعه الله إلى أعلى الدرجات، وما كان له أن يبلغها إلا بصبر على البلاء، وتحمل للأذى والعناء.

أرجو أن تعلن لأهلك أنك بريء، وأنك قد فوضت أمرك إلى الله.

أبشر، فإن النصر والتأييد من الله، ولا تتوار منهم حتى لا تتسع دائرة الإشاعة وقالة السوء، واعلم أن الله سبحانه لا يهدي كيد الخائنين، وأن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله.

هذه وصيتي لك بتقوى الله وبكثرة اللجوء إليه؛ فإنه سبحانه يجيب المضطر إذا دعاه، ويكشف السوء، ولا بأس من أن ترسل من محارمك من تطلب من تلك الفتاة السكوت عن الحديث في شأنك، وليت تلك المرأة أدركت أنها تضر نفسها أيضاً عندما تتكلم.

نسأل الله تعالى أن يسهل أمرك، وأن يغفر ذنبك، وأن يستر عليك، وأن يظهر للناس فضلك، ومرحباً بك في موقعك.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً