الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من قلة ذات اليد في الغربة، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا أعمل في الكويت منذ 16 سنة، والدي عمره 72 عاماً، وعندي ابنتان، وأنا تعبان جداً جداً، ولا أملك أي مصاريف.

أرجو التوجيه منكم، وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فتحي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهنيئاً لك بنعمة العافية، والولد، والعين، واللسان، والأمن، وعدد ما شئت من النعم، وردد قول الله: ((وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ))[إبراهيم:34]، واعلم بأن نعم الله مقسمة، فسبحان من يعطي ويمنع، ((يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا))[الشورى:49-50].

فاشكر نعم الله وسوف تنال بشكرك المزيد؛ فإن الله سبحانه يقول: ((وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ))[إبراهيم:7]، كما أن الشكر يقيد ما عندك من النعم فلا تزول؛ ولذلك كانوا يسمون الشكر بالجالب؛ لأنه يجلب النعم، ويسمونه الحافظ؛ لأنه يحفظها من الزوال.

ونحن ننصحك بأن تنظر إلى من هم أقل منك في أمور الدنيا، وأن تتأسى بمن هم أعلى منك في أمر الآخرة، وقد وجهنا النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: (انظروا إلى من هو دونكم -أسفل منكم- ولا تنظروا إلى من هو فوقكم كيلا تزدروا نعمة الله عليكم)، وإذا كنت لا تملك الأموال فإنك أفضل من الملايين الذين لا يملكون الأموال، وهم مع ذلك مصابون بالأمراض الفتاكة، وأنت -ولله الحمد- في أمن وعافية.

وننصحك بكثرة الاستغفار؛ فإن الله يقول: ((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا، يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا، وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا))[نوح:10-12].

وكان السلف إذا أرادوا السقيا استغفروا أو رغبوا في المال استغفروا، أو طمعوا في الولد والقوة استغفروا.

وننصحك بتجنب المعاصي؛ فإنها سبب للحرمان والشقاء، والإنسان قد يحرم الرزق بالذنب يصيبه.

وأرجو أن ترضى بقسمة الله، وتحمد الله كثيراً، ثم عليك أن تفعل الأسباب، ثم تتوكل على الكريم الوهاب، واعلم أن في السعي والبحث والحركة بركة، وتذكر أن الغنى ليس بكثرة المال، ولكن الغنى غنى النفس.

وفي الختام نوصيك بتقوى الله؛ فإن الله يحب أهلها، وييسر أمورهم، ويرزقهم من حيث لا يحتسبون، وعليك بكثرة الدعاء، فإن الله سبحانه يجيب المضطر إذا دعاه.

ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يوسع رزقك، وأن يغفر ذنبنا وذنبك.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً